كنا ونحن صغارٌ نُوصي بعضُنا بعضًا في امتحانات الرياضيات: “لا تتركِ الورقةَ بيضاء، اكتب أيَّ شيءٍ، ولو خطواتَ الحل، لعلَّ الأستاذَ يُنصفك”؟ كأنّ في هذه النصيحةِ نبضَ الحياةِ كلّها، وكأنها خُلاصةُ التجربةِ البشريةِ التي تتخبّطُ بينَ اليقينِ والرجاء، بينَ الإتقانِ والتقصير. وما كان الأستاذُ إلّا صورةً من صورِ الرحمةِ الإلهية، يُحنّ على الطالبِ إذا رأى منهُ مجهودًا، ولو ضئيلًا، ويُكرِمُ نيّتَه ولو عجزَ عن النتيجة. فكيفَ بمن كانت رحمتهُ أسبقَ من غضبه، وأوسعَ من خطايانا جميعًا؟ كيفَ بمن قال في الحديثِ الشريف: “انظُروا في صلاةِ عبدي، أتَمَّها أم نَقَصَها؟ فإن كانت ناقصةً قال: انظروا هل لعبدي من تطوّع؟ فإن كان... المزيد..