كان شابًّا في مقتبل العمر، طاهر القلب، بسيط الأمنيات، قد طرق بابَ النور حين قرّر أن يخطب فتاةً اجتمع فيها الجمالُ والخلقُ والنسبُ الكريم. فلم يطِل الانتظار، إذ أجابه والدها بوجهٍ باسم، وروحٍ مرحبة، وامتدّت الأفراح في قلب الشاب كما تمتدُّ ألوانُ الربيع في صحراءٍ عطشى. تسابق والدُه، من شدّة فرحه، إلى بذل المهر، وزاد عليه بسخاء، قائلاً للوالد: “أردنا القصورَ، وأردنا الشِّهْدَ على موائدِنا، وأردنا المجدَ يُغني عن الوصف”. ابتسم والدُ الفتاةِ، وكأنَّ في ابتسامته شيئًا من يقينِ الحكماء، وقال في بساطة: “أبشروا… وبيضَ الله وجوهَكم”. ولكن، وكما تُفاجئنا الحياة حين نُحسنُ الظنّ بها، دنا موعدُ الزفاف، فإذا بالحفل... المزيد..