في عُمقِ كُلِّ إنسانٍ صراعٌ لا يُرى، معاركٌ لا تُخاضُ فوق ساحاتِ الحروب، بل تتجلّى في دواخلِ النفس، بين صوتٍ يدفعُهُ للأمام، وآخر يُقيّدهُ بالخوفِ والتردّد. يُطلّ الإنسانُ على عمرِه، فيجدُ السنواتِ تمضي، والأحلامَ تتأرجحُ بين الرجاءِ واليأس، فيسألُ نفسهُ: كيفَ أمضي قُدمًا؟ كيفَ أُعيدُ إيقادَ تلكَ الشرارةِ التي خَبَت تحتَ رُكامِ الخيباتِ والتسويف؟ ليستْ القوةُ في أن تظلَّ ثابتًا كالصخر، بل في أن تسقطَ وتنهض، في أن تتعثرَ ثمَّ تُكملَ المسير، في أن تواجهَ الصوتَ الذي يُردّدُ في داخلكَ أنكَ لن تتغيّر، أنكَ ستظلُّ عالقًا في الدائرةِ ذاتها. ذاكَ الصوتُ الذي يهمسُ لكَ في ليالي العجزِ والضياع، هو عدوُّك... المزيد..