المدرب القائد من هو؟ ما هي اهداف النجاح لديه؟ وكيف تكون شخصيته؟ كلها اسئلة تجعلك تبحث لتكتشف كل يوم شيئ جديد في هذه التركيبة.
مفهوم المدرب القائد
يستثمر المدرب القائد في فِرقهِ على المدى الطويل، هو شخص يسعى الى تعزيز قدراتهم و تجسيد روح الفريق، بالاضافة الى معرفته بنقاط الدعم و التمكين.
يعرف جميع القادة أهمية التدريب، و فن التعامل مع الشخصية البشرية و الخروج بها من دوامات الفشل الى صنع النجاح، و أثره على المهارات الشخصية و العملية.
هل تخيلت أن التدريب قد يتحول لشيء أكبر من ذلك بكثير؟! نعم يحدث ذلك عندما يتحول المدرب إلى قائد،
ليس باللقب فقط وإنما بالنمط!
فكيف تصبح مدرباً قائداً وناجحاً؟ و ماعلاقة التدريب بالطابع الشخصى؟
ستتعرض في هذا المقال للمصطلحات والعناوين التالية:
- أبجديات التدريب
- الطابع الشخصي
- هندسة الطابع الشخصي
- مكونات الطابع الشخصي
- فوائد الطابع الشخصي
- العطاء والتدريب
- المدرب القائد
اولاً: أبجديات التدريب
في عالم التدريب من النادر أن تجد مُدربين يعملان بنفس الطريقة، وليس من المفترض أن يحدث هذا في الأساس ،
فالتدريب يجب أن يكون علاقة صادقة وذات معالم واضحة، إنها علاقة شراكة إنسانية تهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية للطرفين.
لا يتميز المدرب القائد بمعرفتة المعلومات الازمة بخصوص التدريب وأساليبه فحسب.
بل يدمج المدربين الأكثر نجاحا طبيعتهم الشخصية في النشاط التدريبي، و يضيفون طابعهم و أهدافهم ومشاعرهم وتفاعلهم مع الآخرين.
تجدهم يعتمدون على مزيج من الخبرة المهنية، و الثقة و بعض السمات الشخصية و الوعي بالذات .
ثانيا طبعك الشخصي في التدريب
- كيف أكتشف نمطي الشخصي، وكيف استطيع من خلاله بناء نمطا تدريبيا إستثنائي؟
يمكن أن يشكل المزيج الفريد الذي تتمتع به من علم وخبرة و حدس وذكاء عاطفي إلى نسيج واحد، ليتحول إلى نمط ويصبح كخلطة سرية مميزة تجعل منك مدرباً إستثنائياً ومتميزاً عن المدربين الآخرين.
ثالثاً: هندسة النمط التدريبي
فعملية تشكيل نمط تدريبي هي الأساس الذي تُحَدِد من خلاله طابعك الشخصي في التدريب، و لهذا السبب فهي ذات قيمة كبيرة وفائدة علمية فورية.
فوضع بصمتك الشخصية لا يحدث بين ليلة وضحاها، ربما في الأسابيع الأولى لك كمدرب يطلب منك بذل المزيد من وقت في التخطيط والممارسة.
فلابد لك أن تكون على تفكير ودراية ومعرفة باراء الآخرين عنك، حتى يتسنى لك القيام بهذة الخطوة.
بالنسبة لي فإن أي شخص جديد في مهنة التدريب عليه أن يجيد فن تشكيل الطابع الشخصي في هذا المجال.
وهذا يتطلب الكثير من الملاحظة والإنتباه والتدوين في بداية المسار المهني، فمعظم المدربين في بداياتهم يكون إهتمامهم مُنصباً على الأساليب التدريبية والأنظمة والإجراءات التقليدية المتعارف عليها، و التي يوصي بها كبار المدربين الكلاسيكين.
هذا يجره إلى تقليد الأخرين دون وعي، او معرفة لمتغيرات كثيرة ابرزُها البيئة ونوع الثقافة والتطورات العلمية والتقنية، و على الرغم من أنه يسير على أسس علمية ومنطقية في التدريب إلا أنه لا يضمن لنفسه التميز أو وضع بصمة مختلفة أو إضفاء إنطباع لا ينسى في أذهان متدربيه بإختلاف أنماطهم.
وقد ترجع أهمية إيجاد الطابع الشخصي أيضاً إلى عدم وجود طريقة واحدة مثلى للتدريب فهناك منحنيات عديدة تضطر المدرب أن يسير فيها ليجاري المتغيرات ويحقق هدفه وهذا يتطلب مهارات قيادية عالية.
من ماذا يتكون الطابع الشخصي؟
- يتكون الطابع الشخصي للتدريب من ستة عناصر:
والثلاثة الأولى من هذه العناصر هي المدخلات إلى طريقة التفكير لديك ومعرفة الباردايم الذي يحد ويحدد نمط تفكيرك التدريبي،
ولمعرفة نمطك يجب عليك الاجابة عن الاسئلة التالية:
- المدخل ١، أنت:
- ما الذي تضيفة إلى عملية التدريب على المستوى الشخصى والمهني؟ (القيمة)
المدخل ٢ ، جمهورك:
- مالذي يدفع جمهورك لكي يتعلموا منك ويتدربوا على يديك؟ (الأسلوب)
المدخل ٣، المجتمع:
ما هو التغيير الذي تسعى لتحققه، أو الأثر الذي تغرسه في مجتمعك، (الرسالة)؟
مالذي سنكسبه على الصعيد الشخصي كمدربين من معرفة طابعنا الشخصي؟
أهم النقاط التي تتعرف عليها بعد اكتشاف طابعك الشخصي
١_ نقاط قوتك الشخصية وإيجابياتها وسيساعدك ذلك على توظيفها بشكل صحيح وناجح في إنجاح عملية التدريب.
٢_ معرفة نقاط ضعفك وسلبيات شخصيتك ومحاولة علاجها؛ عن طريق الوعي بها والبحث عن أسبابها وتاريخ ومصدر نشوئها، وبذلك تكون قد تغلبت على نفسك واستطعت كسب قوة إدارة ذات مدرب بفعالية.
٣_ تتعرف على مهاراتك وتعرف ماينقصك وتتكون لديك رؤية واضحة عن مستقبلك و مالذي تبحث عنه (رسالتك التدريبية) و مالذي تطمح وترغب بتحقيقه بعد خمس سنوات فما فوقها، (حُلمك).
الصراف التدريبي:
التدريب نشاط شخصي يخدم الآخرين بالصرف، إذ إنك تقدم مواهبك المتعددة وتجاربك الشخصية في مهام التدريب التي تقوم بها.
حتى إن لم يكن كل ما مررت به او جمعته من خبرات في حياتك ليس له علاقة وثيقة الصلة بعملية التدريب، إلا إنك ستعرض وتبرز هذه الخبرات والإهتمامات أثناء عملية التدريب لا محالة، لذا توجب أن تكون واعيا لهذه النقطة، كذلك من المهم أن تحدد الجوانب الشخصية التي سيكون لها أثر واضح وملموس على ممارستك للتدريب وعلى علاقتك بمدربيك ويكون هدفك أبعد من باب قاعتك التدريبية وأقوَم من ورقة تقييم لحقيبتك وادائك اللحظي، الهدف يجب أن يكون أكثر سمواً ورقياً وإستدامة، (عطاء وحياة).
التحول من مدرب إلى قائد:
التطور هو تقنية وأداة مرنة، قد تساعدك على النمو و التطور السريع، و لكن التحول الإيجابي هو أن تنقل نفسك من مرحلة الأمل إلى مرحلة العمل ولكي تتحول بنفسك من مدرباً اعتيادي إلى مدرب قائد.
يجب أن تقود ذاتك وطبيعتك الشخصية وأن تجيد صنع طابع شخصي من إيجابيات شخصيتك وميولها ومهاراتها وتمزجه مع كل العلوم والمبادئ التي تعلمتها.
كيف تكون مدرب قائد ناجح؟
ليس هناك أسلوب تدريبي صحيح أو خاطئ، إنما هناك أسلوب مناسب لطبيعتك الشخصية، و مناسب لطباع من حولك ومتوافق مع المواقف.
إذا استطعت إيجاده و التمرن عليه، يمكنك عندها ان تصبح مدرباً قائداً لعملية التدريب.
عندها تمهد طريقك نحو التميز والتأثير والفوز بكونك مدرباً قائداً وفذاً وقدوة، حيث سيتسع تأثيرك خارج نطاق قاعتك ومتدربيك ومعارفك إلى المدرببن الآخرين وسيرون فيك قدوة لهم عندما تشارك وتوجه علمك وخبراتك لخدمة الجميع وتؤثر في سير وتوجه أهداف وطريقة عملية التدريب وقيادتها في هذا العصر.