بسم الله الرحمن الرحيم
إن كثيرا من الناس اليوم
ون أهل الصلاح و التقوى فكلنا سمعنا بحملتهم على شيخنا عبدالرحمن البراك و بعده على الشيخ صالح اللحيدان و محمد المنجد و غيرهم من الشيوخ, و هذا اللمز الذي
به المتقون و الصالحون و ما يحدث من الاستهزاء بهم ليس بجديد فقد قال رجل لأبي حازم-وهو أحد التابعين- :
إنك متشدد.
فقال أبو حازم رحمه الله :
و مالي لا أتشدد و قد ترصدني أربعة عشر عدوا.
أما أربعة فهي: شيطان يفتنني و مؤمن يحسدني و كافر يقتلني و منافق يتبغضني.
و أما العشرة فهي: الجوع و العطش و الحر و البرد و العري و الهرم و المرض و الفقر و الموت و النار.ولا أطيقهن إلا بسلاح تام و لا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى.


إنك متشدد.
فقال أبو حازم رحمه الله :
و مالي لا أتشدد و قد ترصدني أربعة عشر عدوا.
أما أربعة فهي: شيطان يفتنني و مؤمن يحسدني و كافر يقتلني و منافق يتبغضني.
و أما العشرة فهي: الجوع و العطش و الحر و البرد و العري و الهرم و المرض و الفقر و الموت و النار.ولا أطيقهن إلا بسلاح تام و لا أجد لهن سلاحا أفضل من التقوى.
فهذا أحد التابعين يقال عنه بأنه متشدد , و قبله في غزوة تبوك قال بعض المنافقين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن أصحابه : ما رأينا مثل قرائنا أرغب بطونا و لا أكذب ألسنة و لا أجبن عند اللقاء, فأنزل الله تعالى قوله في سورة التوبة(و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) !!!
يعني إستهزاءك بالدين و مظاهره هذا تكفر بسببه-فاهمين يعني شنو كفر؟؟- مثلا واحد استهزأ بتقصير الثوب قال عنه ثوب برمودا مثلا و هو قصده الإستهزاء بهذا الثوب فهذا ممكن يكفر بسبب هذا القول و العياذ بالله, نرجع لموضوع الإستهزاء بأهل التقوى, فحين تصدق عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه بنصف ماله قال المنافقون :ما أشد رياءه , و حين تصدق أحد الأنصار بنصيف تمر قالوا: ما أغنى الله عن صدقة هذا !!
فأنزل الله تعالى الآية في سورة التوبة-و التي كان يسميها الصحابة السورة الفاضحة فقد فضحت المنافقين-(الذين
ون المطوعين من المؤمنين في الصدقت والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سَخِرَ الله منهم ولهم عذاب أليم)

و لذا جعل الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الناقض السادس من نواقض الإسلام :
من استهزأ بشيء مما جاء به الرسول-صلى الله عليه و سلم- أو ثوابه أو عقابه كفر و الدليل قوله تعالى(و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).
انتهى
من استهزأ بشيء مما جاء به الرسول-صلى الله عليه و سلم- أو ثوابه أو عقابه كفر و الدليل قوله تعالى(و لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم).
انتهى
فإذا علم إخوتنا الملتزمون بالدين أن الإستهزاء بأهل الدين ليس بجديد على المنافقين و من اتبعوا شهواتهم ,هان عليهم ما يلقونه في سبيل الدعوة و النصح و الأمر بالعروف و النهي عن المنكر , فالصالحون مهما كثروا فهم قليل بالنسبة لأهل الشهوات و الأدلة كثيرة منها قول الله تعالى(و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين) و قوله تعالى في مواضع كثيرة(لكن أكثرهم لا يعقلون) (و لكن اكثرهم لا يعلمون)(و ما كان أكثرهم مؤمنين)(و قليل من عبادي الشكور) الى آخر الآيات الدالة على ذلك و كذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم(بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء).
أما ما يرمى به الصالحون من التشدد و التزمت و التعنت و التنطع الخ.....
فهذا يدل على عدم الفهم لهذه العبارات, قال النووي رحمه الله في شرح حديث هلك المتنطعون" أي : المتعمقون ، الغالون ، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " انتهى .
و قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع فتاواه " الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات ، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( هلك المتنطعون ) و قال الخطابي " المتنطع : المتعمق في الشيء ، المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم ، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم " انتهى . نقلا عن " عون المعبود " و قال بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين" كل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث " اذا فالتنطع و التشدد هو :
فهذا يدل على عدم الفهم لهذه العبارات, قال النووي رحمه الله في شرح حديث هلك المتنطعون" أي : المتعمقون ، الغالون ، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " انتهى .
و قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع فتاواه " الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات ، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( هلك المتنطعون ) و قال الخطابي " المتنطع : المتعمق في الشيء ، المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم ، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم " انتهى . نقلا عن " عون المعبود " و قال بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين" كل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث " اذا فالتنطع و التشدد هو :
التشدد في غير موضعه مثل الزيادة في العبادات و الابتداع فيها او تكليف النفس ما لا طاقة لها به من العبادة او البحث في أمور غيبية لا يحيط العقل بها و لا بكنهها فلذا لا يصح اطلاق هذه العبارات على أهل الصلاح و التقوى و لا يصح من البعض -هداهم الله- ان يدخلوا من قصر ثوبه و اطال لحيته و التزم بالشريعة الإسلامية في حديث(هلك المتنطعون).
و اخيرا أقول ما قاله الحسن بن علي رضي الله عنهما (ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الوقوع في الحرام) و ما قاله الحسن البصري في تعريف التقوى(التقوى هي الخوف من الجليل والرضى بالقليل والعمل بالتنزيل والإستعداد ليوم الرحيل
التعليق