كُتّاب وأكاديميون يدعون لفتح المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية أمام فكر المذاهب الإسلامية
شدد كتاب وأكاديميون على ضرورة توفير وسط مناسب للمواطنين، فيه يتساوون في حقوقهم وواجباتهم، عبر فتح المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية، لتشمل وتحتضن جميع أطياف المجتمع.وأكدوا خلال حديثهم لـ «الشرق» أن العلماء وطلاب العلم الذي يتبعون المذاهب الأربعة يجب أن يخطبوا في عموم المسلمين، كونهم استمدوا وأخذوا العلم من الشرع ومن القرآن والسنَّة، وليس هناك حق لأحدهم أن يظهر في الصورة دون باقي أصحاب المذاهب الأخرى.
كما دعا بعضهم إلى تمكين أصحاب المذاهب الشيعية من الظهور في وسائل الإعلام، واحتضان الجهات الدينية لها، بمثل احتضانهم للمذاهب السُّنيَّة.
المواطنة أولاً
محمد محفوظ
وقال الكاتب محمد محفوظ، إن المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات تأتي بانفتاح جميع المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية على مختلف الأطياف المذهبية الموجودة في المجتمع السعودي، وهذا يقتضي من القائمين على الشؤون الإسلامية التواصل مع مجموع الفاعليات الدينية والثقافية، وأن توفر لها إمكانية التواصل مع أبناء وأطياف المجتمع دون تحيز أو تمييز.ولفت محفوظ إلى أن الوطن بحاجة إلى مناخ ثقافي اجتماعي يساهم في تعزيز هذه الخيار. وقال: أرى أن هذا المناخ لا يمكن أن يتحقق في المجتمع إلا من خلال دعوة الكليات والمعاهد الشرعية في جميع المناطق إلى تأسيس علم «الفقه المقارن»، بحيث يستطيع طالب العلوم الشرعية من خلال مراحل تكوينه المعرفي التعرف على مختلف المدارس الفقهية، إضافة إلى فتح المنابر الإعلامية لمختلف الأصوات الإسلامية المتنوعة في المجتمع السعودي، بحيث تتكيف أذن المواطن وعينه مع مجموع الأصوات الدينية التي يحتضنها المجتمع، مشيراً إلى ضرورة أن تحتضن المؤسسات الدينية، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، جميع التعبيرات المذهبية المتوفرة في المجتمع، لافتاً إلى عدم صحة المطالبة بفتح جميع المنابر الإعلامية لجميع المذاهب، في حين أن المؤسسات الدينية الرسمية تغلق على بعض المذاهب، مؤكداً أن تحقيق هذه العوامل يجعل المجتمع يحترم التعددية، كونها تعزز الوحدة الوطنية القائمة على احترام التعدد والتنوع.
تمثيل الطوائف
إبراهيم المطرودي
بدوره، وصف عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور إبراهيم المطرودي، أن المسلمين، سنة وشيعة، يدفعون الآن ضريبة صراع قديم، مؤكداً أن النموذج العراقي، مع عظيم الأسف، خير شاهد. وبيَّن أن الدول الإسلامية لن تتمكن من معالجة هذه القضية دون أن تفتح باب التمثيل الديني لكل الطوائف، معتبراً تمثيل الطوائف المدخل لتعميم الهم المشترك. ولفت المطرودي إلى موضوع في الإطار ذاته، وهو ضرورة أن تكون الدولة ذات تعدديَّة واضحة تعكس الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع، حيث أن أخذ فئة دون الأخرى، وجعلهم متسيِّدين في أي خطاب، يعد أمراً مجحفاً، سيؤثر سلباً على ترابط وحدة المجتمع.
وأضاف قائلاً: يزداد التأكيد على التنوع المذهبي من خلال مفهوم الوطن والمواطن، فحديث الدولة عن هذين المفهومين معناه أنها تسعى أن تكون بيتاً للمواطنين جميعاً، وتمثلهم كافة، وحين يطالب أحد المواطنين بتمثيل الطوائف فهو لا يطلب شيئاً غير موجود، وإنما يطرح فكرة توسيع دائرة التمثيل؛ فالتنوع في مجتمعنا بفضل الحكومة ومساعيها أصبح واقعاً نعيشه. أما عن إزالة ستار التوتر بين من يقف خلفه من الشيعة، وبين من هم أمامه من السنيِّين، قال المطرودي: الحلول لإزاحة هذا الستار تأتي بإتاحة الحرية للظهور، والنقاش هو المدخل للمجتمع، دون أن يكون هناك توجيه مقصود، حيث أن هناك مصالح مشتركة تجمع الطوائف داخل الوطن، قائلاً: ليس هناك خلاف بين الفقه السني والشيعي، ولذلك يجب على هيئة كبار العلماء وكبار المؤسسات في الدولة أن تضم ممثلين للمجتمع الشيعي في المملكة.
وشدد المطرودي على أن تكون صورة التنوع الاجتماعية موجودة في التنظيم الذي تقوم عليه الدولة، مع مراعاة هذا الاختلاف فيما لو كانت تريد تحقيق مفهوم الوطنية والمواطن بشكلها الصحيح، بتمثيل المواطنين من المشايخ الذين ينتمون إليهم فكرياً ومذهبياً. وقال: نطالب فقط بتوسيع دائرة التمثيل والابتعاد عن التزكية في عملية الاختيار، سواء في مجلس الشورى، أو في مختلف المؤسسات الدينية.
المراقبة عيب
إبراهيم التنم
من جهته، قال أستاذ الفقه في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء، الدكتور إبراهيم التنم، إن المكان الذي يخطب منه الخطيب يوم الجمعة يعد خطيراً جداً، ولابد أن يكون الخطيب على قدر كبير من المسؤولية. وأضاف أن على الخطيب أن يتصف بصفات الداعية والعالم وصاحب الشخصية المتألقة، وأن يكون لديه التنوع الثقافي والمخزون العلمي الذي ينفع به جمهور المصلين لديه، لافتاً إلى أن الخطيب يجب أن لا يسلك مسلكاً واحداً في خطبه التي يلقيها، كونه لا يواكب بذلك قضايا المجتمع، ويجعل الجماعة يملون منه سريعاً.وبيَّن التنم أن العلماء وطلاب العلم الذي يتبعون المذاهب الأربعة يجب أن يخطبوا في عموم المسلمين، كونهم استمدوا وأخذوا العلم من الشرع ومن القرآن والسنَّة، موضحاً أنه ليس هناك حق على الحنابلة أن يخطبوا دون باقي أصحاب المذاهب الأخرى، مؤكداً في الوقت ذاته أن المذاهب الشيعية يخطبون في مساجدهم، «ولا قاصر عليهم». وعن مراقبة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لخطباء المساجد، وما يقال في خطبهم، أوضح التنم أن «الاندساس» مع المصلين لتقييم الخطب أمر معيب، ولا يصح، حيث أن الطريقة المثلى تكون بالنصح والإرشاد والتعاون والتوجيه.
منع التعقيب
عبدالله الربيعي
واعتبر أستاذ العلاقات الحضارية والحوار في جامعة الإمام، الدكتور عبدالله الربيعي، أن النظام السياسي للمملكة جاء بـ «الإسلام»، ولم يحدد مذهباً بعينه، الأمر الذي يجعل الدولة تنطلق من نقطة واحدة، وهي القرآن والسنة، مشيراً إلى أن الفضاءات شاسعة لمعالجة بؤر الاختلاف والنوازل ضمن ضوابط القياس والاجتهاد. واقترح الربيعي على وزارة الشؤون الإسلامية أن تعمل على تصميم برنامج إلكتروني خاص بخطباء الجمعة، تزوده بالمعلومات اللازمة لإنشاء الخطبة ومناسباتها وتعيين مصادرها المعتبرة، مع عرض نماذج تتجاوز الخمسين باللغة العربية ولغات العمالة المسلمة الذين يشهدون الصلاة في المساجد داخل المملكة، بسبب اختلاف مذاهب المسلمين ومشاربهم، كما تتاح مساحة للمعقبين والمغردين والمقترحين لاستيعاب أكبر قدر من الآراء والأفكار، ويشرف على هذا الموقع متخصصون في الشريعة واللغة العربية والاجتماع وعلم النفس، ومؤرخو السيرة النبوية والمفكرون ورجال الإعلام والاقتصاد والتربية.
وتابع: ولأن معظم الأخطاء تحدث من بعض المعقبين الذين يتلقفون الميكروفون فور التسليمة الثانية، فإنني أقترح منع التعقيب؛ لأن ما سمعه الناس من خطبتي الجمعة كاف، والتعقيبات فيها مشقة على الناس، من المرضى، وكبار السن، وأصحاب التجارة، وغيرهم، فضلاً على أن الله أمرنا بعد قضاء الصلاة من يوم الجمعة أن ننتشر ونبتغي من فضله، لافتاً إلى أن هذا الإجراء كفيل بتحصين المساجد من المزايدات الكلامية والمهاترات السفسطائية، وبهذا يجد المسلم في المسجد راحة نفسية وطمأنينة، فيخرج وقد ازداد أملاً بعفو الكريم ونعيمه.
وفي إطار آخر، أبان الربيعي أن المصلين يرتاحون للخطيب الذي يعالج مشكلاتهم المعيشية وقضايا الغربة وأحكام العبادات والمعاملات التي تتسم بالتيسير، بينما تتحول جوامع أخرى إلى حلبة نقاش، ثم صراع بسبب رأي سياسي شرذم المصلين؛ لذا نجد أن الخطبة الاجتماعية والتوعوية بروح متسامحة منفتحة تلقى إقبالاً وقبولاً في كل مكان وزمان، قائلاً: مع الأسف، نرى بعضهم يتخذ من منابر الجمع أبواق تهييج، حتى تتمنى لو أنك لم تكن معهم، بل وتحاصر بالمعقبين بعد خطبتي الجمعة وصلاتها. وقد أمرنا الله بأن ننتشر ونبتغي من فضل الله. يجب أن ننزه منابر المساجد عن اللغو السياسي والسباب المذهبي بغية تأطير رسالة المسجد بإطارها الدعوي والتوعوي.
شدد كتاب وأكاديميون على ضرورة توفير وسط مناسب للمواطنين، فيه يتساوون في حقوقهم وواجباتهم، عبر فتح المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية، لتشمل وتحتضن جميع أطياف المجتمع.وأكدوا خلال حديثهم لـ «الشرق» أن العلماء وطلاب العلم الذي يتبعون المذاهب الأربعة يجب أن يخطبوا في عموم المسلمين، كونهم استمدوا وأخذوا العلم من الشرع ومن القرآن والسنَّة، وليس هناك حق لأحدهم أن يظهر في الصورة دون باقي أصحاب المذاهب الأخرى.
كما دعا بعضهم إلى تمكين أصحاب المذاهب الشيعية من الظهور في وسائل الإعلام، واحتضان الجهات الدينية لها، بمثل احتضانهم للمذاهب السُّنيَّة.
المواطنة أولاً

وقال الكاتب محمد محفوظ، إن المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات تأتي بانفتاح جميع المنابر الدينية والإعلامية والتعليمية على مختلف الأطياف المذهبية الموجودة في المجتمع السعودي، وهذا يقتضي من القائمين على الشؤون الإسلامية التواصل مع مجموع الفاعليات الدينية والثقافية، وأن توفر لها إمكانية التواصل مع أبناء وأطياف المجتمع دون تحيز أو تمييز.ولفت محفوظ إلى أن الوطن بحاجة إلى مناخ ثقافي اجتماعي يساهم في تعزيز هذه الخيار. وقال: أرى أن هذا المناخ لا يمكن أن يتحقق في المجتمع إلا من خلال دعوة الكليات والمعاهد الشرعية في جميع المناطق إلى تأسيس علم «الفقه المقارن»، بحيث يستطيع طالب العلوم الشرعية من خلال مراحل تكوينه المعرفي التعرف على مختلف المدارس الفقهية، إضافة إلى فتح المنابر الإعلامية لمختلف الأصوات الإسلامية المتنوعة في المجتمع السعودي، بحيث تتكيف أذن المواطن وعينه مع مجموع الأصوات الدينية التي يحتضنها المجتمع، مشيراً إلى ضرورة أن تحتضن المؤسسات الدينية، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، جميع التعبيرات المذهبية المتوفرة في المجتمع، لافتاً إلى عدم صحة المطالبة بفتح جميع المنابر الإعلامية لجميع المذاهب، في حين أن المؤسسات الدينية الرسمية تغلق على بعض المذاهب، مؤكداً أن تحقيق هذه العوامل يجعل المجتمع يحترم التعددية، كونها تعزز الوحدة الوطنية القائمة على احترام التعدد والتنوع.
تمثيل الطوائف

بدوره، وصف عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور إبراهيم المطرودي، أن المسلمين، سنة وشيعة، يدفعون الآن ضريبة صراع قديم، مؤكداً أن النموذج العراقي، مع عظيم الأسف، خير شاهد. وبيَّن أن الدول الإسلامية لن تتمكن من معالجة هذه القضية دون أن تفتح باب التمثيل الديني لكل الطوائف، معتبراً تمثيل الطوائف المدخل لتعميم الهم المشترك. ولفت المطرودي إلى موضوع في الإطار ذاته، وهو ضرورة أن تكون الدولة ذات تعدديَّة واضحة تعكس الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع، حيث أن أخذ فئة دون الأخرى، وجعلهم متسيِّدين في أي خطاب، يعد أمراً مجحفاً، سيؤثر سلباً على ترابط وحدة المجتمع.
وأضاف قائلاً: يزداد التأكيد على التنوع المذهبي من خلال مفهوم الوطن والمواطن، فحديث الدولة عن هذين المفهومين معناه أنها تسعى أن تكون بيتاً للمواطنين جميعاً، وتمثلهم كافة، وحين يطالب أحد المواطنين بتمثيل الطوائف فهو لا يطلب شيئاً غير موجود، وإنما يطرح فكرة توسيع دائرة التمثيل؛ فالتنوع في مجتمعنا بفضل الحكومة ومساعيها أصبح واقعاً نعيشه. أما عن إزالة ستار التوتر بين من يقف خلفه من الشيعة، وبين من هم أمامه من السنيِّين، قال المطرودي: الحلول لإزاحة هذا الستار تأتي بإتاحة الحرية للظهور، والنقاش هو المدخل للمجتمع، دون أن يكون هناك توجيه مقصود، حيث أن هناك مصالح مشتركة تجمع الطوائف داخل الوطن، قائلاً: ليس هناك خلاف بين الفقه السني والشيعي، ولذلك يجب على هيئة كبار العلماء وكبار المؤسسات في الدولة أن تضم ممثلين للمجتمع الشيعي في المملكة.
وشدد المطرودي على أن تكون صورة التنوع الاجتماعية موجودة في التنظيم الذي تقوم عليه الدولة، مع مراعاة هذا الاختلاف فيما لو كانت تريد تحقيق مفهوم الوطنية والمواطن بشكلها الصحيح، بتمثيل المواطنين من المشايخ الذين ينتمون إليهم فكرياً ومذهبياً. وقال: نطالب فقط بتوسيع دائرة التمثيل والابتعاد عن التزكية في عملية الاختيار، سواء في مجلس الشورى، أو في مختلف المؤسسات الدينية.
المراقبة عيب

من جهته، قال أستاذ الفقه في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء، الدكتور إبراهيم التنم، إن المكان الذي يخطب منه الخطيب يوم الجمعة يعد خطيراً جداً، ولابد أن يكون الخطيب على قدر كبير من المسؤولية. وأضاف أن على الخطيب أن يتصف بصفات الداعية والعالم وصاحب الشخصية المتألقة، وأن يكون لديه التنوع الثقافي والمخزون العلمي الذي ينفع به جمهور المصلين لديه، لافتاً إلى أن الخطيب يجب أن لا يسلك مسلكاً واحداً في خطبه التي يلقيها، كونه لا يواكب بذلك قضايا المجتمع، ويجعل الجماعة يملون منه سريعاً.وبيَّن التنم أن العلماء وطلاب العلم الذي يتبعون المذاهب الأربعة يجب أن يخطبوا في عموم المسلمين، كونهم استمدوا وأخذوا العلم من الشرع ومن القرآن والسنَّة، موضحاً أنه ليس هناك حق على الحنابلة أن يخطبوا دون باقي أصحاب المذاهب الأخرى، مؤكداً في الوقت ذاته أن المذاهب الشيعية يخطبون في مساجدهم، «ولا قاصر عليهم». وعن مراقبة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لخطباء المساجد، وما يقال في خطبهم، أوضح التنم أن «الاندساس» مع المصلين لتقييم الخطب أمر معيب، ولا يصح، حيث أن الطريقة المثلى تكون بالنصح والإرشاد والتعاون والتوجيه.
منع التعقيب

واعتبر أستاذ العلاقات الحضارية والحوار في جامعة الإمام، الدكتور عبدالله الربيعي، أن النظام السياسي للمملكة جاء بـ «الإسلام»، ولم يحدد مذهباً بعينه، الأمر الذي يجعل الدولة تنطلق من نقطة واحدة، وهي القرآن والسنة، مشيراً إلى أن الفضاءات شاسعة لمعالجة بؤر الاختلاف والنوازل ضمن ضوابط القياس والاجتهاد. واقترح الربيعي على وزارة الشؤون الإسلامية أن تعمل على تصميم برنامج إلكتروني خاص بخطباء الجمعة، تزوده بالمعلومات اللازمة لإنشاء الخطبة ومناسباتها وتعيين مصادرها المعتبرة، مع عرض نماذج تتجاوز الخمسين باللغة العربية ولغات العمالة المسلمة الذين يشهدون الصلاة في المساجد داخل المملكة، بسبب اختلاف مذاهب المسلمين ومشاربهم، كما تتاح مساحة للمعقبين والمغردين والمقترحين لاستيعاب أكبر قدر من الآراء والأفكار، ويشرف على هذا الموقع متخصصون في الشريعة واللغة العربية والاجتماع وعلم النفس، ومؤرخو السيرة النبوية والمفكرون ورجال الإعلام والاقتصاد والتربية.
وتابع: ولأن معظم الأخطاء تحدث من بعض المعقبين الذين يتلقفون الميكروفون فور التسليمة الثانية، فإنني أقترح منع التعقيب؛ لأن ما سمعه الناس من خطبتي الجمعة كاف، والتعقيبات فيها مشقة على الناس، من المرضى، وكبار السن، وأصحاب التجارة، وغيرهم، فضلاً على أن الله أمرنا بعد قضاء الصلاة من يوم الجمعة أن ننتشر ونبتغي من فضله، لافتاً إلى أن هذا الإجراء كفيل بتحصين المساجد من المزايدات الكلامية والمهاترات السفسطائية، وبهذا يجد المسلم في المسجد راحة نفسية وطمأنينة، فيخرج وقد ازداد أملاً بعفو الكريم ونعيمه.
وفي إطار آخر، أبان الربيعي أن المصلين يرتاحون للخطيب الذي يعالج مشكلاتهم المعيشية وقضايا الغربة وأحكام العبادات والمعاملات التي تتسم بالتيسير، بينما تتحول جوامع أخرى إلى حلبة نقاش، ثم صراع بسبب رأي سياسي شرذم المصلين؛ لذا نجد أن الخطبة الاجتماعية والتوعوية بروح متسامحة منفتحة تلقى إقبالاً وقبولاً في كل مكان وزمان، قائلاً: مع الأسف، نرى بعضهم يتخذ من منابر الجمع أبواق تهييج، حتى تتمنى لو أنك لم تكن معهم، بل وتحاصر بالمعقبين بعد خطبتي الجمعة وصلاتها. وقد أمرنا الله بأن ننتشر ونبتغي من فضل الله. يجب أن ننزه منابر المساجد عن اللغو السياسي والسباب المذهبي بغية تأطير رسالة المسجد بإطارها الدعوي والتوعوي.
التعليق