المقامة العارضية
حدثنا زيد بن سلمان قال حدثني صديقي بما أصابه ,من مآسي أيام شبابه, قال كنت في شبابي كثير التجوال ,بين السهل والجبال ,وكنت أيامها في ضيق ,ولي في العارضة صديق , فقلت لعلي أعرج عليه ,واشتكي بعض حالي إليه ,وعندها اتصلت به بالجوال, وبادرته كيف الأحوال , فقال أهلا بمن غاب ,وبالغ لي في الترحاب ,ثم قال لقد أزمعت السير إليك, ولكنك أتيت برجليك , فحياك وهلم إلي البيت, ولن ادعك تذهب لقد اليت , فشكرته وقلت أنت بالكرم معروف ,ودارك لا يخلو من الضيوف, ولكني لي عندك حاجة ,ومثلك لا أريد احراجة, فقال قل لي ولا تخاف ,وستجد العون والإنصاف ,فقلت له لقد لحاني الزمان, وتنحى عني الإخوان ,وأصبحت كسير الجناح ,وأمسيت ليلي بلا صباح , فقال هون عليك فهمت المراد ,وابشر سيأتيك المداد , ولي محل سأعطيك بالإيجار, وليس هناك أفضل من الاتجار , وما عليك إلا الذهاب
إلي البلدية, وحبذا لو أخذت معك هدية .وعندها تفوز بالترخيص في وزن الاذرعة والترصيص, فقلت على هونك
يااباقتادة, فليس لدي خبرة أو شهادة . فقهقه صديقي حتى بدت اسنانة, ومد من العجب لسانه, وقال اذهب إلي السوق حالا وانظر, سترى عجبا عجابا وأكثر, أتعلم بان الطباخ يعمل في بنشر, وان البنشري يطبخ بمطعم , وان الحانوتي للطعام مقدم ,وأما النجار فيشوي الكباب, وكل المهن ماهي إلا نقاب عفوا حجاب. فلا تبتئس وهيا بنا إلي الرئيس ,فكل الأمور تمشي هناك بالتدليس, وحبذا لو جاملناه بتيس .وانطلقنا إلي مكتبه مستعجلين, ومكثنا ببابه شهرين, وما استطعنا إلي الوا--- الدخول, واعتذرونا بان الد -عي مشغول, وان الرئيس يركز عمله مع الشركات, ويهتم كثيرا بالهبات عفو النفقات .ولا يهتم كثيرا بصغائر الأمور, ولا تستهتويه السوالب والكسور .ولا ينظر للحضور والانصراف, إلا باستهجان واستخفاف , ولا يستقبل المراجعين ,إلا بعد شهر أو شهرين , فحزنت كثيرا وبكيت وأقفلت راجعا إلي البيت, وقلت
تجلد يا حميد لما دهاك --- ولا تجزع إذا خطب أتاك
واعلم إن اليوم عسر --- وبعد اليوم قد يأتي الفكاك
وسبحان القائل عز وجل ({استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين))
حدثنا زيد بن سلمان قال حدثني صديقي بما أصابه ,من مآسي أيام شبابه, قال كنت في شبابي كثير التجوال ,بين السهل والجبال ,وكنت أيامها في ضيق ,ولي في العارضة صديق , فقلت لعلي أعرج عليه ,واشتكي بعض حالي إليه ,وعندها اتصلت به بالجوال, وبادرته كيف الأحوال , فقال أهلا بمن غاب ,وبالغ لي في الترحاب ,ثم قال لقد أزمعت السير إليك, ولكنك أتيت برجليك , فحياك وهلم إلي البيت, ولن ادعك تذهب لقد اليت , فشكرته وقلت أنت بالكرم معروف ,ودارك لا يخلو من الضيوف, ولكني لي عندك حاجة ,ومثلك لا أريد احراجة, فقال قل لي ولا تخاف ,وستجد العون والإنصاف ,فقلت له لقد لحاني الزمان, وتنحى عني الإخوان ,وأصبحت كسير الجناح ,وأمسيت ليلي بلا صباح , فقال هون عليك فهمت المراد ,وابشر سيأتيك المداد , ولي محل سأعطيك بالإيجار, وليس هناك أفضل من الاتجار , وما عليك إلا الذهاب
إلي البلدية, وحبذا لو أخذت معك هدية .وعندها تفوز بالترخيص في وزن الاذرعة والترصيص, فقلت على هونك
يااباقتادة, فليس لدي خبرة أو شهادة . فقهقه صديقي حتى بدت اسنانة, ومد من العجب لسانه, وقال اذهب إلي السوق حالا وانظر, سترى عجبا عجابا وأكثر, أتعلم بان الطباخ يعمل في بنشر, وان البنشري يطبخ بمطعم , وان الحانوتي للطعام مقدم ,وأما النجار فيشوي الكباب, وكل المهن ماهي إلا نقاب عفوا حجاب. فلا تبتئس وهيا بنا إلي الرئيس ,فكل الأمور تمشي هناك بالتدليس, وحبذا لو جاملناه بتيس .وانطلقنا إلي مكتبه مستعجلين, ومكثنا ببابه شهرين, وما استطعنا إلي الوا--- الدخول, واعتذرونا بان الد -عي مشغول, وان الرئيس يركز عمله مع الشركات, ويهتم كثيرا بالهبات عفو النفقات .ولا يهتم كثيرا بصغائر الأمور, ولا تستهتويه السوالب والكسور .ولا ينظر للحضور والانصراف, إلا باستهجان واستخفاف , ولا يستقبل المراجعين ,إلا بعد شهر أو شهرين , فحزنت كثيرا وبكيت وأقفلت راجعا إلي البيت, وقلت
تجلد يا حميد لما دهاك --- ولا تجزع إذا خطب أتاك
واعلم إن اليوم عسر --- وبعد اليوم قد يأتي الفكاك
وسبحان القائل عز وجل ({استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين))
التعليق