alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

موافقة الظواهر للبواطن

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • موافقة الظواهر للبواطن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال تعالى (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ)

    و .في الحديث أن جبريل عليه السلام سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " أخبرني عن الإحسان. قال -صلى الله عليه وسلم-: الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم يكن تراه فإنه يراك



    الميزان الحقيقي الذي ينبغي للعبد أن يقيس به مدى التزامه بأوامر الله تعالى والانتهاء عن نواهيه، ومدى قربه منه والاستجابة له: هو السرّ، هو اجتناب معاصي الخلوات، هو مدى مراقبته لله -عز وجل- إذا خلا بمحارمه وليس أمام أقرانه من البشر، فوجود الإنسان بين إخوانه وأحبابه -أو حتى بين أعدائه ومناوئيه- باعث لا إرادي على ترك المنهيات والالتزام الحضاري بالشعائر الإسلامية، فقليلاً ما يقع الإنسان في الإثم أو ما يشين النفس مادام يتحرك بين الناس، إما حياءً منهم، أو خوفًا على مقامه ومركزه بينهم، هذا فيمن يحرص على الشرف لنفسه، أما مَنْ لا خلاق لهم في الدنيا ولا في الآخرة فإنهم لا يتورعون عن مقارفة المعاصي والشهوات، سواء بين الناس أم بينهم وبين الله -عز وجل-.

    فإذا وضع المسلم نفسه على ميزان السر فرجحت كفته فهو من المفلحين، وإذا وضعها فرأى أعماله تطيش يمينًا وشمالاً فعليه أن يعيد حساباته من جديد، ويربي قلبه على الوقوف على حدود الأدب في خلوته بالله تعالى، فالذي يستخفي بمعصيته عن الخلق ولا يستخفي بها عن الله المطلع على سرائره ودقائقه شخص موهوم، غرَّه احتجابه عن الناس وإغلاقه بابه على نفسه وإمهال الكريم له، فهي صورة داعية إلى السخرية وازدراء هذا الموهوم، الذي لم يكفه كون الله سبحانه محيطًا به يعلم ما يسر وما يعلن، فإذا استخفى في أشد بقعة ظلامًا في الكون، واستغشى أغطيته وثيابه، فلا يغير ذلك من علم الله شيئًا، فالظلمة عنده ضوء باهر، والسر عنده علانية: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) [الرعد: 10]، فكل الحالات لديه سواء، والكل مكشوف تحت المجهر الكاشف، يعلم سبحانه من السر ما يعلم من العلانية، ويعلم من العلانية ما يعلم من السر.. جلَّ ربنا وتعالى.

    إن مراقبة الله تعالى في حال السرّ فرع عن معرفة العبد بربه، فإذا لم يتعلم معنى كون الله تعالى عليمًا محيطًا لا يخفى عليه شيء فإنَّ استجابة قلبه ستظل ضعيفة أو معدومة في هذا الجانب، فكلما ازدادت معرفة الله في قلب العبد ازدادت مراقبة العبد له، وكلما ضعفت المعرفة اضمحلت المراقبة وأوشكت أن تتلاشى؛ لذا فمنوط بالمربين والمصلحين أن يزرعوا هذا المعنى في قلوب العباد، وأن ينموه بكافة الوسائل والطرق، فالخطوة الأولى لتثبيت القلب على الطاعة ونزع حظ الشيطان منه: زرع هذه المعاني الإيمانية العميقة وترسيخها فيه، بحيث يؤمن بها الإنسان إيمانًا مطلقًا، وحينها فقط سيجد أثر ذلك حلاوةً للطاعة ومرارةً للمعصية؛ إذ لا يحب أن يطَّلع ربه منه على ما يكره؛
    فتربية القلوب أول الواجبات على المصلحين والمربين والعلماء، فما لم تصلح القلوب لم تصلح الجوارح، وما لم تتجذَّر في القلب محبة الله تعالى ومهابته والحياء منه فليس لأعمال الجوارح قيمة تذكر، فما يبنيه العبد في العلانية يهدمه في السر، بل ويهدم أضعاف أضعافه؛ ذلك أنه لم يجعل بينه وبين العصيان جدارًا من المراقبة القلبية يحجبه عنه، ولكنه على الضد من ذلك نمَّى جدار الشهادة على حساب جدار الغيب فانقضَّ الأخير ولم يجد من يقيمه على أساس متين؛ لذا فالعناية ببناء هذا الجدار وتقويمه بالدعائم الأساسية التي تنقي القلب من غوائله وتثبت أركانه هو مهمة أساسية من مهام الإصلاح والبناء في هذا الكون؛ فالقلب أمير الجوارح، "إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله"، فإن تشرَّب القلب هذه المعاني وتأسس منذ نشأته على التحرك بها واليقين بجدواها فهو العلامة الفارقة بين رجلين: أحدهما محلِّق في أجواء الخشية، يطير بجناحيه فوق هوائها، ينهل من معينها يمنة ويسرة، والآخر في ضحضاح مراءاة الناس، لا يكاد يغلق بابه إلا ويرتع في مستنقع الموبقات، لا يحده حادٌّ ولا يردعه رادع.


    __________________

  • #2
    جزاك الله خيراً يا شيخ علي الحريصي على هذا التذكير .

    التعليق


    • #3
      وفقك الله ،،،،،،،،،،،،

      التعليق


      • #4
        الكرام

        عاصم

        ناجع

        جزاكم الله خير

        التعليق


        • #5
          جزاك الله خيراً أبا حسن على ما قدمت .
          وموافقة الظواهر للبواطن عمل المؤمن ، وعكس ذلك: عمل المنافق .

          التعليق


          • #6
            حياك الله الشيخ جبران

            التعليق

            KJA_adsense_ad6

            Collapse
            جاري التنفيذ...
            X