alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

سنقابل إساءتهم بالإحسان

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • سنقابل إساءتهم بالإحسان

    د. عبدالمحسن القفاري

    تزدحم العبارات أمام تداعي الإساءات ، تلك التي استهدفتنا في ديننا ورموزنا ووطننا، بدأت وتتابعت ولكن عاقبتها إلى خير بإذن
    الله والحق منصور وممتحن فلا ينبغي أن نجزع والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، كيف لا وقد امتُتحن أفضل الخلق
    عليه الصلاة والسلام واجتهدت أمم أن تطمس نوره ،بيد أن التاريخ والواقع يشهد أن دعوته انتشرت بسرعة الضوء وشملت أنحاء
    الأرض وأصبح اسمه الكريم يجلجل في أطراف الأرض عزاً وهداية .ولذا ساترك قلمي حراً وإن طالت العبارات فالمقام يستحق
    والخطب جلل ...
    منذ بزوغ فجر الإسلام على هذه الأرض الطيبة ،واختصاص الله لهذه الأمة بالدين الحق الذي خلق الله لأجله
    البشرية ، والله عز وجل يوالي حمايته وحفظه لشريعته ويسدد أهلها بالولاة المصلحين والعلماء الربانيين وقد تمّر حقب من الفترات
    تنهزم فيها الأمة وتتقهقر غير أن مبادئها تضل شامخة لا تزلزلها العوادي والأحداث ..حتى أنعم الله على أهل هذه الجزيرة التي شعَّ
    منها نور الحق بقيام هذا الكيان الراسخ المملكة العربية السعودية التي نشأت وظلت وفية للشريعة .ثم جاءت الأحداث والأزمات
    لتثبت للجميع صدق الانتماء للإسلام وأهله في السراء والضراء يغلف ذلك رداءٌ متينٌ من الحكمة وعمق السياسة جنبت البلاد
    أزمات عصفت بقارات الأرض في العصر الحديث . ومع كل ما مرّ تخرج بلادنا عزيزة نزيهة وينكفئ أعداؤها ليلملموا خزي
    مواقفهم الجائرة .. وما من شك أن عواصف الرياح أشد ما تهب على القمم بينما لا تشعر بها القيعان .. إن المكانة الدينية والحضارية
    والسياسية لهذه البلاد بوأتها بجدارة موضع المنافح عن قضايا الأمة ديانة لله تعالى وأنفة من الضيم ،وتلك شيمة كرام العرب ، ذلك
    عين ما جسده ولاة أمرنا دوماً .. وذاك أحد أبرز المجالات التي تجلّي توجهات الدول ويتماشى باتساق وفق الرؤية الشرعية المنبثقة
    من الكتاب والسنة، ولقد كان العمل على رعاية مصالح المسلمين والدفاع عن قضاياهم يعتلي سلم أولوية العمل الدبلوماسي للمملكة
    العربية السعودية في شتى المحافل الدولية بدءاً بقضية فلسطين ومروراً بهذه السنوات التي شهدت تطورات إستراتيجية في مسيرة
    الحوار بين اتباع الثقافات رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ،ومع ذلك كله وتبني بلادنا وولاة أمرنا سياسة التسامح
    والتجاوز عن الهفوات والتسامي عن ضغائن الماضي والتعالي عن الإحن والجور الذي سعى به البعض في حق وطننا .. تأتي مجازفات
    بعض المتهورين الذين يظهروا عداوة الرسالات والحضارات ليعرقلوا ببعض طيشهم وظلمهم الجهود المبذولة للتعايش والسلم الذي
    ينادي به الجميع، وليعودوا بتلك المساعي الخيّرة إلى نقطة ما قبل البداية. فالإساءة لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم تتكرر في الصحف
    الغربية . والتحركات المدنية لم تؤت ثمارها رغم تأكيد رموز وقيادات تلك البلدان على احترام الأديان السماوية، بل تجاوز الأمر إلى
    إساءة البعض للقرآن الكريم وهو الذي حوى النور والحرية والعدل والإنصاف للأديان وأتباعها ،كل ذلك في تحد سافر واستفزاز
    عميق لمشاعر مئات الملايين من المسلمين و كأن المؤسسات التشريعية والقيادات السياسة في تلك البلدان التي تزعم التحضر قد
    عجزت عن سنَّ أنظمة تمنع مثل هذا التطاول وتحدّ من انتشاره الذي يصنف على أنه أحد مظاهر العنف والاعتداء على جوهر حياة
    الإنسان الذي هو دينه .

    وللموضوع بقية .....................

  • #2
    و أخيراً ظهر الضيم بلمز ديننا ورموزنا و التجني بالطعن في أمهات المؤمنين وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيت النبوة
    الطاهر،ولنا أن نتصور شعور المسلمين وهم يقرؤون قوله تعالى "وأزواجه أمهاتهم" ثم يسمعوا أقذع الشتائم تطال أمهم وزوج نبيهم !
    ما هي ردود الأفعال التي قد تنتج عن مثل هذا الجرم والتعدي؟
    إن هذه الأحداث تؤذينا وتسيء لنا ولأهم مكونات ومقومات البناء الشرعي والفكري والثقافي للمملكة العربية السعودية التي قامت
    على تبني عقيدة التوحيد و مثلت قدوة العالم الإسلامي، و إن كان التحرك يتطلب عملاً ضخماً من كافة الدول الإسلامية إلا أن
    بلادنا وبفضل الله دوماً تسابق لفعل الخيرات. والعالم الإسلامي تبعٌ للمملكة فيما يخدم الإسلام، وكلنا نتذكر الجهود التي قامت بها
    المملكة في نصرة الشعوب المنكوبة وفي مكافحة الإرهاب والنشاط الدبلوماسي والثقافي الفذ الذي بادرت به للحد من انتشار هذه
    الظاهرة وفي ظني أن الإساءة لمقدسات وقيم المسلمين بهذا الشكل الفج لا ينفك عن النشاط الإرهابي بل هو أحد أبرز أسباب شيوعه
    فلابد من اقتلاع مهيجاته و إن من أظهر صور ما يفجر الصراع ويحدث الفجوة في العلاقات بين الشعوب ويحدث ردود الأفعال
    العكسية هو الإساءة لعقائد الأمم وثوابتها، وترك القيام بما يجب تجاه هذه الأعمال له آثاره الخطيرة على المجتمع الإنساني بأسره فتلك
    التراكمات تجر لظهور ردود أفعال غير محسوبة من البعض أو تجرئ المزيد من الجاهلين للقيام بإساءات مماثلة تزيد حمى المشكلة.

    يجدر أن نقرأ الأحداث من زوايا مختلفة فالأمر المشترك في هذه الأعمال أنها صدرت في بلاد تنادي دوما بالاعتدال و تقبّل الآخر
    وعدم الإساءة للإنسان أو الإضرار بحقوقه .وأتساءل أي ضرر بالحق بعد انتهاك معتقد الإنسان ودينه الذي يعيش لأجله ويموت في
    سبيله كل ذلك في الوقت الذي ينتهج المسلمون عقيدتهم التي تبني ولا تهدم وتؤلف ولا تفرق ولا يتم دينهم حتى يؤمنوا بجميع الأنبياء
    وكتبهم ولايجرؤ أحد على التنقص لشيء من ثقافات أتباع الديانات السماوية حتى في عصر هيمنة المسلمين على بلدان شتى فحفظوا
    لأتباع الديانات دينهم وحموهم من التعدي على رموزهم وأماكن عباداتهم ومثل ذلك في الأئمة الذين تعظمهم بعض الطوائف تعظيما ً
    غير مشروع ويقف أهل السنة وسطاً بين الغالي والجافي بل لم يحفظ التاريخ أن أحد المسلمين سب عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام
    ولا أساء أحد من الأئمة بل إنهم يعطونهم من الحق والإجلال ما لم يعطه غيرهم لهم.

    قد يظن البعض أن مسؤولية الدفاع عن عقيدة المسلمين ومقدساتهم موكل بقيادات الأمة وعلمائها فقط، وأن أفراد المجتمع المسلم ونخبه
    لا يمكنهم عمل شيء تجاه هذه القضايا ،و هذا خطأ فمع الدور المنوط بالمسؤولين والعلماء فإن كل مسلم يتوجب عليه السعي لنصرة
    دينه ووطنه والدفاع عنه بعلم وحكمة حسب استطاعته وهناك مساحة واسعة لعبادة الله في هذه النازلة إذا صدقنا القصد في طلب
    مرضاته سبحانه بدءاً بالدعاء ثم الحوار الحضاري الذي يظهر الوجه المشرق للمسلمين الذين يقابلون الإساءة بالإحسان وإيضاح الحق
    وانتهاز المناسبة لإظهار عقيدة الإسلام الصافية التي تحمل الخير للبشرية وإبراز سيرة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ونشرها والحث
    على إتباعها والتمسك بها. ثم تربية الأبناء على مفاهيم هذا الدين العظيم .. وختاما فقد قال الله عز و جل في حادثة الإفك التي

    طالت زوجة أطهر خلقه والتي يحاول بعض أهل الفتنة اليوم تجديدها و إحياء أكاذيبها " لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم " فهو
    خير لنا من جهة أنه يكشف لنا العدو من الصديق، وخير لنا بإعادة التفاف المسلمين حول قيادتهم وقضاياهم وتوحدهم ضد أعداءهم،
    وهو خير لنا وشر لهؤلاء الذين يحرقون القرآن فيسأل الغافلون عن هذا القرآن الذي لم يجد أولئك المساكين إعانة للشيطان إلا بإحراقه
    فيدفعهم ليقرؤوه ويروا إعجازه فيهتدوا وهو خير لنا إذ يظهر مصداق قول الله تعالى (وما تخفي صدورهم أكبر..)ولنفهم محاولة
    أسلافهم الضالين الذين أخبر الله عنهم أنهم قالوا ( لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) ولكن العاقبة لهذا الدين والله
    متم نوره ولو كره الكافرون.

    التعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً أبا عبد الله .
      وقد صدق د. القفاري ؛ فالحق منصورٌ وممتحن كما قال ابن القيم وغيره .
      ونقابل إساءتهم بالإحسان؛ على حد قول الشاعر:
      أريد حياته ويريد قتلي *** عذريك من خليلك من مرادِ !
      شكراً مجدداً .

      التعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
        جزاك الله خيراً أبا عبد الله .
        وقد صدق د. القفاري ؛ فالحق منصورٌ وممتحن كما قال ابن القيم وغيره .
        ونقابل إساءتهم بالإحسان؛ على حد قول الشاعر:
        أريد حياته ويريد قتلي *** عذيرك من خليلك من مرادِ !
        شكراً مجدداً .
        جزيت خيراً يا شيخ جبران سحاري
        على الإضافة والتعليق .

        التعليق

        KJA_adsense_ad6

        Collapse
        جاري التنفيذ...
        X