alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

من أوراقي

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • #16
    *من لا يملك نقاءًَ في داخله /
    هو يُعاني ..!

    التعليق


    • #17
      [ 8 ]
      .
      .
      .
      .
      مرّت ثلاثة أيامٍ وفاطمة لاتأكل ولاتشرب ولاتتحدث ولاحتى تبكي ..!
      فقرّر أباها أن يذهب بها للطبيب فحملها وحينَ حملها نظرت إليه
      وفهم أنها تُريدُ شيئاً
      فنظرت للفستان ,
      قال عمها دعها تأخذه معها قد تهدأ
      وحينَ أقترب العمّ بالفستان حاولت أن تُمسكه بيدها لكن ..
      يدها سقطت
      وغابت فاطمة عن الوعي تماماً ..!
      وبقيت في المُستشفى يوماً كاملاً لاتُفيق
      ويوماً آخراً ويوماً ثالثاً و و .......... ومرّ أسبوعاً كاملاً وهي لاتُفيق ..!
      وشخّص الطبيب حالتها أنها هروب أكثر من أنه أمراً عضوياً
      وطمأن والدها : هي بخير بإذن الله لكن تحتاج لـ وقت
      .
      .
      .
      وظلّ الأب والأم يهتمان لأمرها ولايتركانها أبداً ..
      وكان أخاها الأكبر قلقاً كيف له أن يبقى في هذا البيت وفاطمة هُناك ..!
      فذهب لأبيه الذي كان نادراً مايُحادثه ويتجنب الحديث معه
      قال له : أُريد فاطمة .. فصرخ أبوه في وجهه
      ومن أين لي أن آتي بفاطمة؟
      فاطمة هناك ترقد ولانعلم هل تعود أم تمضي ..!
      فخاف ووجلَ أشدّ الوجل من والده وهرب خارج البيت ..!
      والأب يُناديه :
      تعال تعال
      لكنّهُ ابتعد ..!
      .
      .
      .
      ظلّ الأب يبحث طويلاً عن ابنه ياإلهي أين ذهب
      وسأل الجيران وأبناء الجيران ولكن لم يروه ..!
      وأخيراً
      إتصل العم على الأب قال : ياسر هُنا بالمستشفى يُريدُ أخته
      تنفّس الأب الصُعداء وأغلق السماعه وهو يُهدد ..!!
      دخل ياسر عند أخته
      وجدها نائمه , صامته , لاتعلمُ عن شيء ..!
      وظلّ ينظرُ إليها ولكنه لم يقترب ولم يتكلم ..!
      وحينَ خرجَ عمّهُ لبعض الوقت
      إقترب مُسرعاً من أخته .. وهمسَ بصوتٍ مُنخفض
      فاطمة قومي أنا أنتظرك وفيصل وأحمد ومهند وتهاني وأميرة وصِبا
      أمي وأبي لم يعودا للخلاف أبداً
      أرجوكِ قومي
      أنا أُريدك , فسمع الباب ورجع للخلف وأكتفى بصمته وبالنظر لأخته
      وإذا بـ أباه يدخل والغضب بادياً على مُحياه
      ولم ينظر أبداً وظلً ياسر ينظر للأرض وينتظر ردة فعل أبيه ..!
      لكنّ أبيه لم يفعل شيء
      ظلّ يقرأ على فاطمة كعادته ..!
      .
      .
      .
      في اليوم التالي .. جاء اتصالٌ في الصباح للأب
      الحمدلله إبنتك بخير وهي مُستيقظه ..!
      فقفز الأب من سريره وأرتدى ملابسه وذهب للمستشفى
      ووجدَ إبنته جالسة لكنها صامتة تماماً .. وهالهُ منظرها
      جسمها نحيل , عيناها غائرة , شعرها الجميل منسدل على وجهها بشكل فوضوي ..!
      رفعَ شعرها وربطه برباطٍ في شعرها ونظر إليها
      فاطمة ..!
      فاطمة ..!
      لكنّ فاطمة ظلّت واجمة حتى أنها لاتنظر لشيء ..!
      فزع الأب لكن الطبيب طمأنه قال دعها ترتاح وهي من نفسها ستتحدث
      خرج بها الأب من المستشفى
      وعاد بها للبيت مع توصية الطبيب أن ضغطها سيرتفع بأي لحظة ..!
      ودخلت المنزل وطار اخوتها فرحاً وسعدوا بها وأُمها
      لكنها كانت في ملكوتٍ آخر
      لاتعي شيء
      فـ دخلت إلى غرفتها ونظرت حولها وكأنها تبحثُ عن شيء ..!
      فهمت أُمها عن ماذا تبحث لكنها لم تتكلم وخافت على ابنتها ..!
      همست بصوتٍ غير مسموع أين فستاني ؟!
      قال ياسر تبحثُ عن فستان زواج .........................!
      وهُنا الكل صمت
      ونظرت هي إلى أخاها

      ولأول مرةٍ تبكي فاطمة بل أجهشت بالبكاء حتى آلمها قلبها ..!
      وأباها يُهدئ من روعها وهي تبكي وتبكي وتبكي ................
      وهدأتها أمها لكن لافائدة
      وجاء أخاها وقال لها فاطمة أنا معك لِمَ البُكاء
      وهنا صمت .. بشكل مُخيف
      أعتقد الأهل لوهلةٍ أنه قد حدث لها شيئاً ..!
      لكنها صامتة , يداها بارده وقلبها ينبض بشدّة
      وبصوتٍ غير مسموع أيضاً قالت : أُريدُ أن أنام ..!
      فـ نامت ..!
      لكنها فزعت من نومها فجأةً وقفزت من سريرها وفتحت
      دولاب ملابسها
      وظلّت تبحث وتبحث وتنثرُ الأشياء وتبحث وتبحث
      حتى وقعت عيناها على شالٍ رماديّ اللون
      فأخذته وأحتضنته وشمّته بقوة
      تذكرت حينَ زارهم مرةً خالها في الشتاء الماضي
      ووجدها تدرس فألبسها شاله وقال حتى يمنحك الدفء ..!
      فأحتضنته وجلست على سريرها
      وتذكّرت زواج خالها وكيف أنها كانت تخاف من زوجته وأنها ستأخذه منها
      لم تعلم أن الموت يتربص بها
      وسـ يأخذه منها .. وبكت حتى غفت ..!
      .
      .
      .
      مرّت الأيام وهيَ هيَ حالها من سيئ لأسوأ
      والضغط يتلاعب بها وبرأسها
      أصبحَ يرتفعُ كثيراً ولابد لها من إهتمام وعناية ..!
      وساء الوضع مُجدداً بين أباها وأُمها
      لكن الجديد
      أن الأم أصبحت تترك البيت بالأيام والليالي
      وكلمة الطلاق ترنّ في الأجواء
      خافت
      غاصت بأفكارها وهمومها
      أمي ستذهب
      وإخوتي ؟
      فأحتضنت إخوتها ولم تدعهم لحظةً وتوقفت عن دراستها الثانوية ..!
      حاول بها أباها لـ تعود لكنها رفضت
      أخوتي الصغار لو ذهبت أمي وأنا بالمدرسة من يهتم بهم ..؟!
      حتماً سيفزعون , حتماً سيخافون
      لا لا
      سـ أبقى
      حتى لو ذهبت أمي يوماً أبقى أنا بجوارهم وربي لن أدعهم ..!
      .
      .
      .
      وظلّ الأمرُ سجالاً بين الأم والأب مرةً تذهب ومرةً تعود
      وفي يوم
      أتاها أباها قال لها : ياإبنتي أنتِ الآن فتاه جميله وخُطّابك كُثر ..!
      طرق بابي محمد ابن عمتك يُريد
      خطبتك
      ووقع عليها الخبر وقْعَ الصاعقة
      زواج ؟
      ماهذا ..؟ زواج ..؟ وإخوتي ..؟ لمن سأتركهم ؟؟ وإلى أين سأذهب عنهم
      ياإلهي
      لا لا
      لن أدع إخوتي لو كلّفني الأمرُ حياتي ..!
      فـ رفضت بشدّة لكنّ أباها أصرّ عليها بقبول ابن عمتها
      فهو شاب مُستقيم وأخلاقه طيبة فـ لِمَ الرفض
      لم تستطع إخبار أبيها بما يعتمل في نفسها
      لكنها رفضت رفضاً شديداً
      لكن أباها أصرّ
      .
      .
      .
      قبلت بما يُريده أباها على مضض
      وشرعت أمها في تجهيز إبنتها العروس ولكن البنت العروس لاتُدرك شيئاً
      بل على العكسِ تماماً
      كانت لاتُعلّق على شيء ولاتُبدي رأيها بشيء
      وكانت كعادتها صامتة .. لاتنبسُ بكلمة
      ..!
      أتت لها أمها بفستان الزفاف .. وطلبت منها أن ترتديه .. لـ تراه عليها
      فذهبت ترتديه , فجاءت لها أختها الصغيرة في السابعة من عمرها
      وقالت لها : هل ستذهبين ؟
      كان وقع الكلمة عليها مؤلما لكنها تمالكت نفسها وأبتسمت
      قالت :
      نعم سأذهب لكن هُنا سأكون قريبة منكم لن يُبعدني عنكم شيء أبدا
      فتشبثت بها أختها ,
      أرجوكِ لاتذهبي
      لاتذهبي وأخذت أختها بالبكاء , فأحتضنتها وهدأت من روعها وقالت لاتخافي لن أذهب
      فـ خلعت الفستان وألقت به جانباً
      قالت أقسم لن يُبعدني عنكم إلا الموت
      فخرجت لأمها وألقت بالفستان , لاأُريده ولاأُريد الزواج
      فـ دُهشت أمها قالت زواجك لم يبقى عليه إلا شهراً
      هل تُريدين فضيحتنا أنتِ ..؟!
      .
      .
      .




      يتبع

      إن شاء الله
      غداً

      التعليق


      • #18
        [ 9 ]
        .
        .
        .
        مضى الشهر وأقترب الزواج وفاطمة ترفضه جُملةً وتفصيلا ..!
        لكن كيف تُمعن برفضها وتُغضب أباها هذا ماكان يقتلها
        هل أكون سبب في غضبِ أبي وإحراجه
        لاوالله
        لكن , إخوتي لمن أدعهم ..؟!
        لأمي .؟
        لا , أمي فرّطت بهم بسهولة وكم من مرةٍ تتركهم وتذهب ولاتلتفت حتى لهم
        هُم من يدفع ثمن غضبها وخلافها مع أبي
        وأبي .؟
        أعلم أنهُ لن يتركهم , رُغم كل شيء هو الذي كان يظل معنا دائماً
        ويتوقف حتى عن عمله إلى أن تعود أمي
        لكن مابالهِ يعجز عن إحتواء أمي ومشاكله معها ..؟
        وددتُ لو أعرف سرّ الخلاف بينهما ولِمَ النارُ مُشتعلةٌ بينهما دائماً ...!!
        وإخوتي
        إخوتي
        إخوتي

        سـ يضيعون وربي سـ يضيعون كيف لي أن أهنأ بعيش وهم يتألمون
        كان خالي دائماً سندٌ قوي لي يحميهم ويبث القوة بهم
        لكن
        أين هو خالي الآن ..؟
        مضى وببساطة وتركني أواجه كل هذا , دائماً يقول لي أنتِ الأقوى
        أنتِ قوية لايهزكِ شيء
        ..!
        لكن موته كسرني , بعثر كل شيء كنتُ أتشبثُ به
        أصبحتُ خاويةٌ , لاأعلم ماذا أفعل وكيف أفعل ..!
        .
        .
        .
        سـ أقترح أن يذهبوا معي لبيتي ..!
        لكن هذا إقتراح غبي من سيقبل به , أول الرافضين أبي !!!!!!
        وكأني به يقول ( أنا لم أمت بعد ) ..!
        وهذا المُسمى محمد هل سيدعني آتيهم كل يوم أم سيمنعني أم أم أم ..........
        وربي لاأعلم
        أختي تبكي , تُريدني بجانبها
        لاألومها أشعرُ بها .. أنا من ربّاها .. كيف لطفلٍ يقبل بإبتعاد أُمه ..؟!!
        وياسر لم يُعلّق أبداً , وربي لو قال لاتتزوجي لن أتزوج لو كلفني الأمرُ حياتي ..!
        لكن لاأعلم لم هو صامت
        صمته يُخيفني ويُربكني
        ..!
        وبقية إخوتي لاأرى الفرحة بأعينهم , إنما شيء ما لاأحد يفهمه سِواي ..!
        .
        .
        .
        لم يتبقى على الزواج إلا يومان , وأندلعت النارُ مُجدداً بين الأم والأب
        وتركت الأم البيت وطلبت الطلاق وهذه المرّه كانت جادة في طلبها ..!
        أُصيبت فاطمة بصدمة كبيرة , كيف هذا .؟
        زواجي وأخوتي و و و ..................
        وقررت قرار نهائي لارجعة فيه لن أتزوج
        أتصلت على محمد عريسها المُنتظر وفرح بإتصالها لأنها كانت ترفض محادثته بشكل قاطع
        وأخبرته أنها لاتُريده ولاتُريد الزواج به
        إخوتي لا أُم لهم إلا أنا
        ولن أبيع إخوتي من أجلك مهما كان ..!
        وأقفلت السماعة ..!

        .
        .
        وفي اليوم السابق لزواجها .. أتت أُمها للبيت بعد أن تدّخل الأقارب والأهل
        والدور الأكبر كان لأبو محمد ..!
        هُنا أُسقط في يد فاطمة
        كيف أُزف لرجل يعلم تماماً مشاكل أبي وأمي وبأي وجهٍ أدخل بيتي ..!
        وكيف يُفكّر بي
        وكيف يتوقع حياتي معه
        ..؟!!
        ياإلهي
        ومرضت فاطمة ليلة زواجها .. ولم تعد قادرة على التنفس .. فأضطر الأب لأخذها للمستشفى
        وكانت الصاعقة
        الضغط مرتفع بشكل كبير لابد أن تبقى تحت الملاحظة وإلا سيحدث لها مكروهٌ نحنُ في غنى عنه
        فانصاعَ الأب لكلام الطبيب وبقيت فاطمة في المستشفى
        وكان مُحمد موجوداً حينها مع الأب وهذا ماكان يُغيظ فاطمة
        ويُنهك عقلها بالتفكير ( هو مُصرٌّ إذا على أخذي من إخوتي ) ..!
        ماذا يظن هو ..؟ لا لا , لاهو ولاغيره يُبعدني عن إخوتي ..!
        وظلّت فاطمة تبكي أُريدُ ياسر
        فأتى محمد به وقال له أختك تُريدك .. فذهب لها ياسر وصمته كالعاده يُرافقه
        دخل عندها ورآها فأخذت تبكي
        قالت ياياسر أختك ستضيع من بعدكم , أخبرهم أني لاأُريد الزواج
        أُريدكم أنتم
        وظلّ ياسر صامتاً يهزّ رأسه فقط ولاينظر حتى لأخته
        وعيناهُ كانت حمراء ..!
        هال فاطمة منظره فسألته أأنت مريض ..؟
        ولم يتكلم ..
        ياياسر أرجوك لاتُخيفني مابك ...؟
        نادت على الطبيب أرجوك أنظر إليه مابه
        لكن ياسر رفض وبشدّة أن يلمسه الطبيب , لكن محمد أصرّ على أن يكشف عليه الطبيب
        وبالفعل ظلّ ياسراً صامتاً لاينظر لمحمد ولايُعلّق على كلامه
        وفجّر الطبيب الخبر الآخر : ياسر يُعاني من إرتفاع الضغط ..!!
        وفزعت فاطمة أشد الفزع
        ياإلهي أي ضغط ..؟ لِمَ ياياسر أرجوك فضفض أخبرني مابك
        لاتُريدني أن أتزوج ..؟ أليس كذلك ..؟
        أخبرني
        لاتصمت , صمتك يقتلني .. وبدأ ياسر يُعاني من نوبات السُعال مُجدداً
        فقرر الطبيب عمل أشعة لصدره .. والطامةُ الكبرى صدره ( تعبان ) من كثرة التدخين ..!
        .
        .
        .
        ظلّت فاطمة تحت الملاحظة ليلةً كاملة تُفكّر بأمرِ ياسر
        جميع إخوتها يتحدثون ويُمارسون حياتهم إلا هوَ دائماً صامت لايتحدث وصمته مُخيف
        والضغط مازالَ مُرتفعاً عندها لاينخفض
        أتتها طبيبة نفسية وظلّت تحدثها وتحاول أن تسبر أغوارها
        لكن لافائدة كانت فاطمة تنظر لها بإزدراء .. وكأنها تقول لها أنهي كلامك وأذهبي ..!
        مشاكل البشر وخصوصياتهم ليست حق مشاع للجميع
        وآآآآآهٍ محمد عرف بمشاكلها ومشاكل والديها ..!
        .
        .
        .




        يتّبع

        التعليق


        • #19
          *الحياةُ لاتنتهي فجأةً /
          هُناكَ بداية لكل نهاية ..!
          .
          .
          .
          مساؤكم مخضب بعبير الفرح والسعادة


          التعليق


          • #20
            [ 10 ]
            .
            .
            .
            وفي اليوم التالي خرجت فاطمة من المُستشفى فزواجها الليلة
            مع توصية الطبيب بالهدوء وأن الضغط مازال مُرتفعاً بعض الشيء
            لكنّ صحة ياسر أرعبتها ضغط وصدره يؤلمه ..!
            مؤشرات لم تُريّحها ولم تجعل قلبها يهدأ ورأسها لايكفّ عن التفكير
            .
            .
            .
            رفضت فاطمة الزفاف رُغم إلحاح أُمها لأنها كانت تبكي ولاتحتمل منظر إخواتها
            وخافت أن يحدث لها شيء يُرعب أمها في ليلةٍ مثل هذه
            فرفضت الزفاف
            ..!
            ولجت إلى بيتها مع محمد ولأولِ مرةٍ تكتشف أنها الآن بعيدةٌ عن إخوتها
            حاول محمد كثيراً فيما بعد تهدئة نفسيتها
            ومُحاولة كسبها إلى جانبه لكن .. كانت تبتعد كثيراً
            كان في أعماقها هاجسٌ يقول / هو من أخذني من إخوتي
            وخصوصاً أن مشاكل أبويها بإزدياد وأخوتها في وضع نفسي حرج
            جعلها تُهمل محمد وتُهمل بيتها وينصب إهتمامها كله على إخوتها ..!
            وكان حينَ يُعاتبها
            تقول له / أخبرتك أني لاأُريدك ولن أترك إخوتي
            ولكن أنت من أتى ..!
            ولستَ مُرغماً على العيش معي ..
            .
            .
            .
            ياسر صحته إلى الأسوأ وهذا ماكان يُخيفها بشدّه
            السُعال لايتوقف وأبوه يُهدد ويُزمجر ( لو شفتك تدّخن ذبحتك ) ..!
            أما هي
            كانت تعلم تماما أن ياسر يُعاقب نفسه بنفسه وبصمت ..!
            حاولت كثيراً معه ليتحدث , ليُخرج مايعتمل في نفسه لكن في كل مرّةٍ تفشل
            إلا مرةً واحده سألته ماذا تتمنى فقال / الموت
            ماتت خوفاً من جوابه وتمنت لو أنها لم تسمع هذا الجواب
            أصبحت تُراقبه أكثر وتهتم به أكثر وتُحيطه وتُحاول بشتى الطرق حمايته من الوحدة
            التي كان يخنقُ نفسه بها ..
            ومُحمد لم يعد يُطيق الوضع وأصبح يتململ أكثر وأكثر وأصبح يفتعلُ المشاكل
            ويُهدد مرةً ويغضب مرةً و و و .. وهي صامته لاتُجيبه
            كان كل مايُشغل بالها إخوتها لاغير وماعدا ذلك لايهم
            والقشّه التي قصمت ظهر البعير / أنه في يوم قال لها في الهاتف
            وكيف لكِ أن تُمارسي السعادة وأنتِ لم تتذوقيها أصلاً ..!
            هذا هو ماكانت تخافه فاطمة
            لايعلم محمد كيف اهتمامها بإخوتها وهي من منحتهم السعادة وهي من تحميهم
            وهي وهي .........
            هي فعلا لم تتذوق السعادة لكنها منحتها لإخوتها فقط لاغير
            .
            .
            .
            قررت المبيت عند أهلها تلك الليلة
            لستُ على إستعداد لمواجهةٍ مع محمد
            فـ بي ماللهُ به عليم , يكفي المواجهات التي تحدث بين أبي وأمي
            كل يوم وكل ثانية و و .. وإخوتي من يدفع ثمنها خوفاً وتوتراً ورُعبا ..!
            ويكفي تعلّق أختها الصُغرى بها ( صبا ) التي أصبحت أكثر خوف وأكثر توتراً
            وأصبحت الكوابيس تفترسها أكثر وأكثر
            ..!
            .
            .
            .
            ساءت صحة ياسر حيثُ أصبح يسعل دماً ..!
            فقرر الطبيب أن يبقى بالمستشفى لفترةٍ لـ مُعاينة حالته الصحيّة
            وكأن ياسر إرتاح لهذا القرار
            لكن فاطمة نهش قلبها الخوف أصبح وقتها مابين أخيها وإخوتها الآخرين
            ومُحمد ضاع بوسط هذه المعمعة ولم تعد فاطمة تهتم لأمره نهائياً فأبتعد عن حياتها رُغم أن والدته مُتشبثة بفاطمة وتُريدها
            وقالها محمد / تتشبثين بسراب
            فاطمة لم تُخلق لي , خُلقت لإخوتها فقط ..!
            .
            .
            .
            زارت فاطمة أخاها لكن وجهه هذه المرّه ليس كالمعتاد
            أنه أبيض يشعُّ نوراً .. فوجلت منهُ وابتعدت لبعض الوقت
            وكأن قلبها يقول لها أنه سيموت ..!
            عادت له مرةً أُخرى ووجدته صامتاً كعادته , ياسر هل تُريدُ شيئاً ؟
            نظر إليها قال : أُريد إخوتي
            ولأول مرةٍ يقول ذلك .. غاصت مشاعرها في قلبها .. طلبت من اخوتها أن يأتوا
            في زيارة المساء مع أبيها .. لأن ياسر يُريدهم
            بقيت فاطمة تُراقب تنفسه صعب وسُعاله لايكف
            ولكنه فجأة توقف عن السعال .. فقفزت من مكانها .. وذهبت إليه
            ياسر مابك مابك .. لكن ياسر لايتحدث ..!
            صرخت بأعلى صوتها تُنادي الطبيب , فأجتمعوا عليه وحاولوا انعاشه بتنفس صناعي
            لكن لافائدة
            ياسر مات
            .
            .
            .
            بقيت فاطمة شهراً كاملاً في غيبوبه لاتعي ماحولها
            وأمها وأباها في حالةٍ يُرثى لها .. وفي وضع نفسي سيء
            والإخوه ينتظرون فاطمة
            كانوا حينما تُحادثهم والدتهم بشيء .. يُرددون أين فاطمة
            شعرت الأم بـ بُعدها عن أبنائها وعرفت كم هي مرفوضةٌ عندهم
            حاولت أن تكسبهم لكن رفضوها تماما وخصوصاً صِبا ..!

            .
            .
            .
            يتبع
            إن شاء الله غداً

            التعليق


            • #21
              النهاية
              .
              .
              .
              أستيقظت فاطمة بعد شهر لكنها كانت في وضع مُزري تحتاج لعنايةٍ دائمة
              لـ تستعيد صحتها وقوتها
              لكن للأسف فاطمة لاتستجيب لشيء أبداً ..!
              أصبح والدها بجانبها لايُفارقها وأمها كذلك .. وزادها هذا الوضع سوءاً
              ياسر كان يحتاج لهما أكثر وأكثر .. وليس أنا ..!
              وأما صِبا أصبحت تنام وتأكل وتشرب مع فاطمة لاتُفارقها لحظة
              وقلّت قسوة الأب على ابنائه والأم كذلك
              وفيما بينهما أيضاً أصبح الوضعُ أكثرُ هدوءاً
              فقْد ياسر ومرض فاطمة وحالتها
              جعل الجميع يُعيد حساباتهم
              إلا الإخوة كانوا ينتظرون فاطمة ..!
              .
              .
              .
              فاطمة بعد أخاها ياسر مات كل شيء في داخلها
              وظلّت تُفكر
              كان يُدّخن ليهرب من الظروف النفسية التي يمرّ بها
              وكذلك إخوتها
              .. إلا الأخ الأصغر مهند لايُدخن لكن صمته يًُشبه صمت ياسر
              لم تستطع حمايتهم
              ولم تستطع الدفاع عن حياتهم
              ولم تستطع أن تفعل لهم شيء
              هذا ماتوصلت لهُ في الأخير
              وكذلك إخواتها لم تمنحهم الأمان , هاهي صبا مُتشبثة بها
              وأميرة وتهاني فهما عصبيات الطبع وكأنهن يحمين أنفسهن بأنفسهن
              ضاق تنفسها وشعرت بأن شيء في أعماقها يخنقها
              فنادت أختها صبا , قالت أعطيني ذاك الشال الرمادي
              وأعطيني تلك الساعة .. كانت لـ ياسر
              فـ ذهبت صبا .. وأحضرت ماتريد فاطمة .. وأخذتها فاطمة

              ووضعت الشال قريباً من أنفها
              وكأنها تشمّ رائحة خالها ونظرت للساعة بيدها وتذكرت كيف أن ياسر كان
              لايدع أحد يعبث بأغراضه , كان هو الأرتب من بينهم في كل شيء
              فأجهشت بالبكاء .. وبكت حتى نامت .
              .
              .
              قررت أم ياسر أن تكسب أبنائها وخصوصا بعد وفاة ابنها
              فقد كُسر ظهرها وشعرت بتأنيب ضمير لايهدأ .. وأصبحت تُرى كثيراً تبكي
              بسبب وبدون سبب
              وزادت سوءاً حينّ ترفض صِبا التقرّب منها وتظلّ عند فاطمة
              فقررت أن تكسب أبنائها وأن تكون الأم التي يتمنونها
              سعدت لهذا القرار في داخلها
              .
              .
              .
              في الصباح سـ تُخبر فاطمة بذلك

              لعلها تهدأ وتستعيد توازنها وترتاح
              ولعلها تعود لصحتها ولنشاطها

              ولعلها تثق بها مُجدداً
              قررت الأم تجهيز الفطور لأبنائها
              وستجعل فاطمة تُفطر معهم حتى يهدأوا ويرتاحوا
              وبالفعل جهزت الفطور
              وذهبت لإيقاظ فاطمة
              لكن فاطمة لم تستيقظ بعدها للأبد ..!
              .
              .
              .
              إنتهى

              التعليق


              • #22
                /

                \

                /

                هي مُحاولةٌ ٌبَسِيطة ٌمِنْي لسرد ِبَعْض ِالأمُور ِالتي تَحْدُث ُفي المُجتمع ِ
                قد يكُون ُهُناك َمُبالغة ٌوقد يكُون ُهُناكَ واقعية ٌ
                لكِنَ الأكيدَ


                أن هُناك دائِماً في كُل ِمَكَان ٍ/


                ضَحايا يدفعُون َالثمَن َوغالِياً ..!



                وتسْتمرُ الحِكاية ولاتنتهي في كُل ِزمَان ٍومَكَان ..!

                /
                \

                /


                دمتم بـ سعادة واقعية



                بقلم
                ::أم همَّام::

                التعليق


                • #23



                  أوراق نجمعها ,,ندون فيها تلك الحكايات
                  بتفاصيل واقع هو الأكيد
                  ,
                  خلف الجدران
                  تنشأ ألف رواية و رواية
                  وخلف الأسوار
                  أحاديث شائكة
                  وتفاصيل قصص تعج بالواقع
                  هي حياتنا
                  مليئة بالقصص
                  ,,



                  خلف كل قصة
                  تتصارع الحياة من حولنا
                  قد لا نشعر بها أو لا نريد الإحساس بالمرارة
                  عندما يفيض كأس المرارة
                  نتجرع بعثرة الأوراق





                  أم همام

                  ,

                  قيل أن من نجاح القصة أن تنتهي بتلك النهاية
                  المؤلمة
                  فهل اعتمدي تلك
                  أيتها المحلقة في عالم القصة الدرامية الناجحة
                  نسجتي قصة كانت قبلكِ بعثرتها الريح

                  معكِ
                  رُتبت المعاني
                  وشُيدت المباني
                  وعُتقت درر الكلام
                  وصُفت بلاغة الحوار
                  ,



                  بلاغة تعلو حد السماء
                  أسلوب يجذب الألباب
                  وياستهوي الأرواح
                  تشويق يُهلك وإعجاب لكِ يصفق




                  ,


                  أغمضي عين عن حضوري المتأخر
                  وافتحي عين القبول لحرفي المحلق
                  في سماء إبداعكِ
                  .

                  [CENTERhttp://ala7rfalmsafrh.maktoobblog.com/[/CENTER]

                  التعليق


                  • #24
                    احتضارات.. وارتواءات ..!
                    وغسق يتبعة شجن
                    حد شعاع الشمس ثم المغيب..!
                    هكذا كانت فاطمة!!
                    تنتظر هطول أشعة الشمس
                    لترتقب المغيب من جديد
                    برغم حزنها ووجعها
                    إلا أنها بلغت أعلى مراتب الجهاد
                    فقدت حبيبها الخال
                    ومن ثم عضدها الأخ
                    ومن ثم أتى الفرج
                    أحياناً الموت هو الفرج


                    برغم الدموع المخضبة بالحزن
                    إلا أنكِ أيتها الأحرف
                    تنبتين الأزهار على الحروف



                    التعليق


                    • #25
                      أم همام ـ وفقك الله ـ .
                      تابعت هذه الأوراق بزواياها العشر ومن ثم النهاية؛ فألفيتها جميلة جداًّ ويغلب عليها الواقعية، وتصلح رواية لعلاج بعض المشاكل المستعصية .
                      ولكن لابد من تدارك الأخطاء النحوية لأن النحو هو العمود الفقري لأي عمل أدبي فإذا اختل أثر في العمل تأثيراً بالغاً .
                      لك أطيب تحية، وعذراً للتأخر فإني لم أجد وقتاً كافياً لقراءتها في آن واحد، وإنما نجمتها على حسب الأوقات .
                      شكراً مجدداً .

                      التعليق


                      • #26
                        ~ وآنا هنآ ~
                        آجدني ,’ أنتهي من إلتقاط أشيائي الصغيرة ~
                        ثم أصنع منهآعقدا ًلأجد أن العقد أقصر ممآ تخيلت !!
                        وأجد أنني صنعته بفرح ٍ مبتور ,’
                        لآ لشئ !
                        فقط ~
                        لآنك لست معي ,’ !!

                        وينك....يام هماااااااااااام

                        أبسط الأشيااااااء أجملها

                        التعليق


                        • #27
                          بين ثنايا كتابات الاديبه ام همام اجد للرؤيا مشاهد فاحت منها رائحة الاصالة قصة اخالها ترتسم كل يوم في واقعنا الحالي...
                          اغفري لقلمي فقد وقف عاجزا عن النقد او المدح كل ما استطيع قوله واتمناه ان لا تكبتي هذه الموهبه والى الامام
                          تقبلي مروري مع شكري لتميز قلمك

                          التعليق


                          • #28
                            الأخ جبران:

                            لعل الخمس الدقائق الممنوحة
                            لتعديل النصوص
                            تكون هي المدانة
                            وأيضاً تعمدت وضع كلمات عامية بين الأقواس
                            لأستدر دموع محبي العامية
                            وأيضاً المقصد من وضعها
                            لمن رأى مصابها تهون عليه مصائبة
                            أرجوا أنكم ما عدمت الفوائد
                            شكراً لمجيئك
                            فأفدتني بفائدة تدلت بجبين الصباح

                            التعليق


                            • #29

                              تخليد ما حدث فعلاً
                              وتشبيكه بديدن الحياة
                              وأثيرية ساعة الاختبار
                              مع كل دقيقة تمضي
                              والتمرغ بما تعلمناه
                              لنجده العقل وما حوى

                              هكر القلوب:
                              لهتان نقشك تغريداً
                              أشبه بعمق التوت

                              التعليق


                              • #30
                                اللوتسية:

                                على أعتاب صباح منسي
                                جئتيني زائرة
                                دثرتي الأوراق حناناً
                                ولكن هي الروح
                                تذوي في مستقر لا مفهومها
                                فتسرح بعلة مالها من بقاء
                                إنه تكالب فوضوي
                                أجمع أن يسكننا
                                لنبادله أقسى الحنين
                                إلى العودة

                                زهرة:
                                ذقت الجمال من مقدمكِ موطئاً
                                يكفي معكِ الله

                                التعليق

                                KJA_adsense_ad6

                                Collapse
                                جاري التنفيذ...
                                X