
فهد بن محمد الحمدان
يطالب بعض الكتبة في صحفنا بتطبيق عقوبات صارمة - كما هو المعمول به في الغرب - ضد المتحرشين جنسياً في أماكن العمل المختلط ، كمرادف للسماح بالاختلاط بين الرجال و النساء ، حتى يثبتوا للآخرين أنهم يريدون الاختلاط بين الجنسين بضوابط محددة تقضي على مخاوف عموم الناس من الاختلاط حتى نقضي على حالات التحرش التي قد تحدث بين الرجال و النساء في أماكن العمل ، وهذا مطلب جيد و نية طيبة من هؤلاء وأنا أُحسن الظن فيهم وأعتقد جازماً أنهم لم يريدوا أموراً أخرى غير ما أظهروه فنحن ما لنا إلا الظاهر ، و حتى يتبين لنا الأمر فإني اذكّر الجميع بالأمور التالية :
أولاً / إن هذه القوانين لم تستطع الحد من التحرش الجنسي ، فطبيعة الجنسين هي الميل لبعضهما ، و قد وصل التحرش بالنساء بكل أنواعه في مصر – مثلاً - حسب دراسة حديثة إلى 87 % ووصلت في السعودية إلى 35% ، و قد يعود نقص النسبة في السعودية إلى قلة الاختلاط في العمل ، أما الحالات التي يتم فيها التبليغ بالتحرش الجنسي فهي أقل بكثير من التي تحدث فعلاً بسبب خوف النساء من الفضيحة وخوفهن من إبلاغ أولياء أمرهن بهذه الحالات أو خوفهن من الفصل التعسفي أو تقليل الامتيازات الوظيفية .
ثانياً / يغفل الكثيرون ومنهم هؤلاء الكتبة – سهواً كما أظن – عن حالات الرضا بالتحرش الجنسي أو الاستمتاع به ، التي لا يعاقب عليها القانون الغربي الذي يعتبر أن ذلك حرية شخصية ، بينما إتاحة الاختلاط على مصراعيه يتسبب في حدوث الكثير من العلاقات المحرمة في ديننا العظيم والتي لا يتصور كلا الطرفين – غالباً - أنها ستصل إلى ما وصلت إليه ، فالعلاقة تكون رسمية في البداية تبدأ بنظرات وقد يتلوها استحسان ثم ابتسامات ثم حديث في أمور عامة وعادية ثم تبدأ بعد ذلك الحواجز في التكسر شيئاً فشيئاً و كثرة الإمساس تميت الإحساس ، و قطعاً ستحدث بعض حالات الاختلاء في الأماكن المختلطة ، و يريد البعض أن يجعلنا نصدق أن الرجل و المرأة لا يمكن أن يميلا جنسياً لبعضهما ، والمرأة بطبيعتها عاطفية فالكلام الجميل والثناء عليها قد يجعلها تميل إلى الرجل الذي يلاطفها ، وهذا بالتأكيد لا يشمل الجميع .
ثالثاً / من أهم الأمور للمرأة إذا أرادت السلامة من التعرض لهذه الأمور في أماكن العمل أو غيرها أن تلتزم بتعاليم ديننا العظيم الذي حرم قطعاً أن تظهر متبرجة بزينة مثل الملابس الفاتنة أو أنواع المكياج الصارخة وكأنها في عرض أزياء أو أن تضع العطور بجميع أنواعها ، فبعض النساء بظهورها بالمظاهر السابقة كأنها تقول للشباب أثنوا على جمالي وسأسعد بذلك ، أتبعوني وسيرضي هذا غروري ، أعطوني رقماً للتواصل معكم فأنا بحاجة إلى من يشعرني بأنوثتي ، وفي الختام : أسال الله سبحانه و تعالى أن يحمي بلادنا و شبابنا و بناتنا من الفتن و من كل من يريد بنا شراً .
جريدة الرياض
التعليق