alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

اليوتوبيا بين الحقيقة والخيال

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • اليوتوبيا بين الحقيقة والخيال

    تشير دلالة مصطلح يوتوبيا (Utopia) إلى العديد من المفاهيم والمعاني المتعلقة بأحكام القيمة المطلقة والنسبية، ويشير المعنى العام إلى اليوتوبيا باعتبارها الحالة الصحيحة التي (ينبغي) أن يكون عليها الوضع السائد حالياً.

    ويسود الفهم والاعتقاد بأن أصل كلمة يوتوبيا يعود إلى الفيلسوف الإغريقي أفلاطون، ولكن ما هو مؤكد وثابت أن الكاتب الانجليزي توماس مور هو أول من استخدم مصطلح يوتوبيا، والذي ورد عام 1515 م في تسمية روايته المتعلقة بالجزيرة الخيالية. وبرغم ذلك فهناك من يرى ارتباطاً بين مصطلح Utopia الانجليزي، ومصطلحات الإغريقيين القدماء: مصطلح أوتوبوس (Ou-topos) ومعناه اللامكان، ومصطلح إيوتوبوس (eu-topos) والذي يعنى مكان الخير والفضيلة.

    وقد ارتبط هذان المصطلحان الإغريقيان بكتاب «المدينة الفاضلة» الذي ألّفه الفيلسوف اليوناني أفلاطون، بحيث أصبح الكثيرون يربطون بين مضمون جمهورية أفلاطون، وفكرة اليوتوبيا.

    وقد ارتبطت اليوتوبيا بحركة الفكر الإنساني، وحاول الكثير من المفكرين والفلاسفة بناء اليوتوبيات، باعتبارها النموذج الأمثل الذي يجب أن تسعى الإنسانية إلى تحقيقه، ويمكن تقسيم هذه اليوتوبيات على النحو الآتي:

    - يوتوبيا الفلسفة: وتقوم على الافتراض الفلسفي الذي يستند على حركة الذهن التجريدية في عملية بناء النماذج الافتراضية، ومن أبرزها: جمهورية أفلاطون، دولة المدينة لأرسطو، والمدينة الفاضلة للفارابي.

    - يوتوبيا الدين: وتقوم على الربط بين الوسيلة والغاية، بحيث تكون طاعة الدين هي الوسيلة الإلهية اليوتوبية، وتمثل فكرة (الجنة) اليوتوبيا الدينية التي يسعى إلى الوصول إليها كل المتدينين في هذا العالم.

    واليوتوبيات الدينية ليست حكراً على اليهودية، أو المسيحية، أو الإسلام، فهناك أكثر من 100 كتاب مقدّس في هذا العالم، منها على سبيل المثال: كتاب الفيدا الهندوسي، والأفيستا الزرادشتي، وغيرها من الكتب الأخرى التي مازال بعضها موجوداً في الكثير من الأديان، مثل الكونفوشيوسية، والبوذية، والشنتوية. إن كل كتاب مقدس من هذه الكتب يبشر أتباعه بـ (جنة خاصة)، ويخيرهم بين حياة الشقاء، وحياة النعيم.

    - اليوتوبيا الأيديولوجية: وتقوم على الربط بين الوسيلة والغاية، ولكن بشكل مادي، ومن أبرزها: (المجتمع الشيوعي) الذي بشّرت به الأيديولوجية الماركسية، و(المجتمع الرأسمالي) الذي بشّرت به الأيديولوجية الليبرالية.

    لن تتوقف ثقافة اليوتوبيا، طالما أن (الحلم) كامن في أعماق النفس البشرية، وأيضاً لم يعد التبشير باليوتوبيا من مهمة الأديان والمصلحين الاجتماعيين فقط، بل أصبح الأمر يرتبط بالكيانات الدولية العملاقة، وها هي الكيانات الرأسمالية الكبرى تبشر الشعوب بـ (يوتوبيا) العولمة باعتبارها المخرج من الشقاء والمدخل لجنة النعيم والرفاهية والحياة السعيدة.

    كل الشواهد تؤكد استحالة استغناء الإنسان نهائياً عن الحلم واليوتوبيا، والوقوف عند واقع بعينه، كما وتؤكد استحالة القضاء على كل ما في الروح الإنسانية من نزوع نحو التجديد والكمال. وهذا النزوع اللامتناه نحو الكمال هو الذي يجعل الوعي عاجزاً على الدوام عن الاقتناع أو التوقف أو الركون إلى واقع بعينه، آملاً بأنه لابدّ أن يرقى إلى ذلك الكمال الأقصى، الذي يخاطبه بلغة الرجاء والحلم، بالرغم مما يعتريه أحياناً من شك وتردد وارتياب.

    سيظل الواقع الإنساني مهما تقدم، حقيقة غير ناجزة مكتفية بنفسها، مغلقة على ذاتها. فالعالم يظل ناقصاً من جهة طموح الإنسان، دون أن يحقق كفاية مقاصد الأخير اللامتناهية؛ إذ سرعان ما يجد الوعي الحر ثغرة في نسيج العالم القائم، ويجد نفسه مدعواً إلى التعالي على الوضع القائم، مؤمناً على نحو ضمني بإمكان عالم أكثر كمالاً يتجاوز النقص الموجود. فنراه يسلّط عليه نقداً قاسياً وينسب إليه كل تأخر وعجز ومحدودية، ممهّداً بذلك لفكرة جديدة. هكذا هو الحال بالنسبة للوعي اليوتوبي حين يؤمن بالتقدم المستمر واللامتناه. نفهم من ذلك أن هذا الوعي يظلّ قائماً على إيمان لامتناه بأنه في طريق مفتوح إلى كمال لايحدّه حد، وأنه صائر على نحو مستمر إلى التحكم بمصيره وبمستقبله.

    إن عالماً أجمل وأفضل محتمل التحقق في زمن مقبل، يعدّ تعبيراً عن رغبة الإنسان إلى عالم مثالي وتنطوي هذه الرغبة على نقد ورفض ونزوع نحو تخطي العالم القائم. إنه سعي إلى صياغة العالم على نحو يتفق وتلك المقاصد الإنسانية. وهذه الثقافة هي التي تخلع على العالم القائم تلك الأهمية من القدسية والأبدية وحتى المعقولية، ومهما حاول أعداء المثالية طرد فكرة اليوتوبيا من الوعي البشري، بزعم الواقعية العملية السائدة، فإن الحاجة إلى اليوتوبيا تظلّ قائمة في صميم الوجود الإنساني.
    ------------------
    بقلم : هند الرباط

    مع خالص المودة والتقدير لكم أحبتي
    هَلْ تُدْرِكِينَ بِأَنَّكِ بَنَفْسَجٌ حَالِم ؟..

  • #2
    سلمت أناملك يالغالي
    والف شكر على هذه المعلومات القيمه والمفيده
    وتقبل مروري
    :11_12_16[1]:

    التعليق


    • #3
      شكرا على المعلومات بارك الله فيك

      التعليق


      • #4


        راودت فكرة اليوتوبيا أو الطوباوية الكثيرين من الأدباء
        و الشعراء الذين يتمتعون بحسّ أخلاقي رفيع المستوى.
        و كان الحلم بمدينة فاضلة يعيش فيها الإنسان أحرارا
        متساوين أمام القانون -ولا يزال - حلما خصبا يستمد
        وجوده من وقائع شتى كغياب العدالة، المكر، الخبث،
        الاحتيال، الظلم و الظلام الذي أحاط بالبشرية
        من كل ناحية ردحا من الزمن .

        ./
        هنا ميزات اليوتوبيا في شعر نازك الملائكة،
        عناية بأنها كانت متشائمة شديدة التشاؤم
        في بداية حياتها الأدبية
        /
        /
        حلم الإنسان منذ النشأة البشرية؛
        فإنها تبحث عن النموذج المجتمعي الخيالي
        و المثالي، ذلك الذي يعوضها عن الفردوس المفقود
        الذي فيه يتحقق الكمال أو يقترب منه على الأقل و يتحرر
        من الشرور التي تعاني منها البشرية و هو أمر حسب أنه لا يوجد
        سوى في ذهن الكاتب نفسه و خياله قبل كل شيء.
        /
        ومما يلفت انتباهنا هنا أن الشاعرة استعملت " يوتوبيا "
        دلالة على مدينة شعرية خيالية
        بدون وجود إلا في أحلامها
        /
        أما من ميزات هذا العالم فهي كما تصفها الشاعرة يكاد يكون خاليا
        عن الشرّ أو ينبغي أن يكون كذلك و تتذكره دائما في حياتها
        ومماتها و هناك لا يوجد أي قيد يثقل عليها و القيود تذوب كلها
        و يفسح لها أن تفكر لتنطلق من الأسر،
        فهي تحبّ الهروب من مواجهة الواقع و اليوتوبيا
        تبدو لها مفارقة للواقع و كأنّها ترفض الواقع رفضا كليا و قطعيا؛ لأنّها:
        قد سئمتُ الواقعَ المرّ المملّا ولقد عدتُ خيالاً مُضمحلّا
        /
        فاتركيني بخيالي أتسلّى آه كاد اليأسُ يعروني،لولا
        أنّني لُذتُ بأحلامِ السّماء وتَخيّرتُ خيالَ الشّعراء
        /
        :
        ويوتوبيا حُلمٌ في دمي أموتُ و أحيا على ذكره
        تخيّلتُه بلداً منْ عَبير على أفق جرتُ في سرّه
        هنالك عبرَ فضاءٍ بعيد تذوب الكواكب في سحره
        هنالك حيثُ تذوبُ القيود وينطلق الفكرُ من أسره
        وحيثُ تنامُ عُيونُ الحَياة هنالك َتمتدّ يوتوبيا
        /
        . وتعانق نازك الملائكة أمنياتها الخيالية أمنيات
        الطفولة في هذا العالم حيث تقول:
        /
        وتَمرّ السّاعاتُ بي و أنا أبْ نِي خفايا مَدينةِ الأحْلام
        أي يوتوبيا فقدْتُ و عَزّ الآ نَ إدراكُها على أيّامي
        تلك يوتوبيا الطّفُولةِ لوْ تَر جعُ لو لمْ تكُنْ خيالَ مَنام
        إيه تَلّ الرّمالِ ماذا تَرى أبْ قيْتَ لي منْ مَديْنةِ الأحْلام
        /
        فَوقَ البِساط ِالسّفْح بينَ التّلالْ
        في المُنْحنى حيثُ تَموجُ الظّلالْ
        تَحتَ امْتداد ِالغُصونْ
        تفجّري بالجَمالْ
        وَشَيّديْ يوتوبيا في الجبالْ
        يوتوبيا منْ شَجَراتِ القِممْ
        ومنْ خَريْرِ المياهْ
        يوتوبيا من َنَغم
        /
        /
        /
        وريث الحرف
        /
        ثقافة من نوع خاص وضعتها لنا
        وحلم إن لم يكن في الواقع,,,فهو
        في نفسي ,,نفسك ...نفس الكثير
        نظل نحلم به حتى إن عجزنا العيش
        فيه في أرض الواقع,,
        طلقنا المجال لـ أفكارنا ومخيلاتنا
        كي تجعله حلما خصبا في أرواحنا
        /
        أحب قرأت هذا النوع من المواضيع
        وراقي لي طرحك جدا,,لذلك أحببت
        المداخلة,,
        وأعتذر على الإطاااالة
        /
        شكراً لروحك وثقافتك وللحرف
        الذي ورثته
        /
        الأحرف المسافرة
        [CENTERhttp://ala7rfalmsafrh.maktoobblog.com/[/CENTER]

        التعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة جداوى غير مشاهدة مشاركة
          سلمت أناملك يالغالي

          والف شكر على هذه المعلومات القيمه والمفيده

          وتقبل مروري
          بارك الله فيك أخي جداوي
          هَلْ تُدْرِكِينَ بِأَنَّكِ بَنَفْسَجٌ حَالِم ؟..

          التعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة علي الخالدي مشاهدة مشاركة
            شكرا على المعلومات بارك الله فيك
            يكفيني مرورك العاطر....تحياااااااتي
            هَلْ تُدْرِكِينَ بِأَنَّكِ بَنَفْسَجٌ حَالِم ؟..

            التعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الأحرف المسافرة مشاهدة مشاركة



              راودت فكرة اليوتوبيا أو الطوباوية الكثيرين من الأدباء
              و الشعراء الذين يتمتعون بحسّ أخلاقي رفيع المستوى.
              و كان الحلم بمدينة فاضلة يعيش فيها الإنسان أحرارا
              متساوين أمام القانون -ولا يزال - حلما خصبا يستمد
              وجوده من وقائع شتى كغياب العدالة، المكر، الخبث،
              الاحتيال، الظلم و الظلام الذي أحاط بالبشرية
              من كل ناحية ردحا من الزمن .

              ./
              هنا ميزات اليوتوبيا في شعر نازك الملائكة،
              عناية بأنها كانت متشائمة شديدة التشاؤم
              في بداية حياتها الأدبية
              /
              /
              حلم الإنسان منذ النشأة البشرية؛
              فإنها تبحث عن النموذج المجتمعي الخيالي
              و المثالي، ذلك الذي يعوضها عن الفردوس المفقود
              الذي فيه يتحقق الكمال أو يقترب منه على الأقل و يتحرر
              من الشرور التي تعاني منها البشرية و هو أمر حسب أنه لا يوجد
              سوى في ذهن الكاتب نفسه و خياله قبل كل شيء.
              /
              ومما يلفت انتباهنا هنا أن الشاعرة استعملت " يوتوبيا "
              دلالة على مدينة شعرية خيالية
              بدون وجود إلا في أحلامها
              /
              أما من ميزات هذا العالم فهي كما تصفها الشاعرة يكاد يكون خاليا
              عن الشرّ أو ينبغي أن يكون كذلك و تتذكره دائما في حياتها
              ومماتها و هناك لا يوجد أي قيد يثقل عليها و القيود تذوب كلها
              و يفسح لها أن تفكر لتنطلق من الأسر،
              فهي تحبّ الهروب من مواجهة الواقع و اليوتوبيا
              تبدو لها مفارقة للواقع و كأنّها ترفض الواقع رفضا كليا و قطعيا؛ لأنّها:
              قد سئمتُ الواقعَ المرّ المملّا ولقد عدتُ خيالاً مُضمحلّا
              /
              فاتركيني بخيالي أتسلّى آه كاد اليأسُ يعروني،لولا
              أنّني لُذتُ بأحلامِ السّماء وتَخيّرتُ خيالَ الشّعراء
              /
              :
              ويوتوبيا حُلمٌ في دمي أموتُ و أحيا على ذكره
              تخيّلتُه بلداً منْ عَبير على أفق جرتُ في سرّه
              هنالك عبرَ فضاءٍ بعيد تذوب الكواكب في سحره
              هنالك حيثُ تذوبُ القيود وينطلق الفكرُ من أسره
              وحيثُ تنامُ عُيونُ الحَياة هنالك َتمتدّ يوتوبيا
              /
              . وتعانق نازك الملائكة أمنياتها الخيالية أمنيات
              الطفولة في هذا العالم حيث تقول:
              /
              وتَمرّ السّاعاتُ بي و أنا أبْ نِي خفايا مَدينةِ الأحْلام
              أي يوتوبيا فقدْتُ و عَزّ الآ نَ إدراكُها على أيّامي
              تلك يوتوبيا الطّفُولةِ لوْ تَر جعُ لو لمْ تكُنْ خيالَ مَنام
              إيه تَلّ الرّمالِ ماذا تَرى أبْ قيْتَ لي منْ مَديْنةِ الأحْلام
              /
              فَوقَ البِساط ِالسّفْح بينَ التّلالْ
              في المُنْحنى حيثُ تَموجُ الظّلالْ
              تَحتَ امْتداد ِالغُصونْ
              تفجّري بالجَمالْ
              وَشَيّديْ يوتوبيا في الجبالْ
              يوتوبيا منْ شَجَراتِ القِممْ
              ومنْ خَريْرِ المياهْ
              يوتوبيا من َنَغم
              /
              /
              /
              وريث الحرف
              /
              ثقافة من نوع خاص وضعتها لنا
              وحلم إن لم يكن في الواقع,,,فهو
              في نفسي ,,نفسك ...نفس الكثير
              نظل نحلم به حتى إن عجزنا العيش
              فيه في أرض الواقع,,
              طلقنا المجال لـ أفكارنا ومخيلاتنا
              كي تجعله حلما خصبا في أرواحنا
              /
              أحب قرأت هذا النوع من المواضيع
              وراقي لي طرحك جدا,,لذلك أحببت
              المداخلة,,
              وأعتذر على الإطاااالة
              /
              شكراً لروحك وثقافتك وللحرف
              الذي ورثته
              /

              الأحرف المسافرة
              كان مرورا بهيا..ينفض السراب عن الجمال..
              يوتوبيتي خيال يعانق حلم..

              أسعدني مرورك..
              وما فاض من فِيكِ
              هَلْ تُدْرِكِينَ بِأَنَّكِ بَنَفْسَجٌ حَالِم ؟..

              التعليق


              • #8
                شكرًا يا وريث الحرف على معلوماتك الثرية ،
                و شكرًا للأحرف على هذه النظرة و القراءة في فكر نازك الملائكة .
                وفقكما الله .

                التعليق


                • #9
                  مشـــــــــــــــــــــــــــــكور اخووي
                  تح يـــــــــــــــااتي

                  التعليق

                  KJA_adsense_ad6

                  Collapse
                  جاري التنفيذ...
                  X