محمد عبد الله المنصور
من الغامدي .. إلى النجيمي!
يبدو أن حماس بعض الكتاب أوقعهم في أمور كانوا ينتقدونها ويشنعونعليها! فالكل كتب منتقدا ان يمتهن الافتاء كل طالب علم أو إمام مسجد سواء فيمجتمعنا أو عبر الفضائيات ونادوا بتقنين الفتوى بل وطالب الكثيرون بتفعيل دورالمفتي بحيث يمنع غيره من الافتاء. وكانت هذه المطالبات منطقية بعد ان ادى ذلك الىظهور فتاوى تبرر بعض الاعمال الارهابية التي جرفت وأوقعت بعض شبابنا في مستنقعالتكفير. كما انتقدت فتاوى تكفر بعض ملاك الفضائيات ومن يستحلون الاختلاط وطالبالجميع ولاة الأمر بإيقاف أصحاب هذه الفتاوى، بيد أن البعض نسي هذا المبدأوالمطالبات حين ظهرت آراء د. أحمد الغامدي حول الاختلاط وطبل لها الكثيرونباعتبارها صادرة عن شخص متفتح غير تقليدي وان ما سواه يمثل التشدد والاقصاء!
لنأتحدث عن آراء الغامدي فلست مؤهلا لذلك لكن يكفي ان أنقل نقطة واحدة اثارها د. محمدالنجيمي في حواره مع الغامدي عبر برنامج البينة في قناة إقرأ حين فند أدلة الغامديبأنها كانت قبل فرض الحجاب واستدل على ذلك بأعمار وأحوال من وردوا في الأحاديث التيأوردها الغامدي ثم أضاف د. النجيمي ان الصحابة كانوا في تلك الفترة يشربون الخمرقبل ان يتم تحريمها وان في الاحاديث التي اوردها الغامدي مايشير الى ذلك فهل سيأتيالغامدي لاحقا ليبيح الخمر كذلك؟ واضيف أنه قد يأتي من يبيح الربا لتعامل الصحابةبه قبل التحريم أو غيرها من الأحكام التي لم تحرم إلا في آخر عهد النبوة!
كماأثنى أحد الإعلاميين في مداخلته بالبرنامج على د. الغامدي ووصفه بالباحث، ألا يعطيهذا الوصف المبرر للتكفيريين والارهابيين ليسموا مشايخهم بالباحثين كذلك ويسوغواآراءهم ويضفوا عليها الشرعية؟ إن الآراء الفقهية التي تحكم المجتمع وتتعرض لأساسياتتعاملاته لا ينبغي ان تترك لرأي عالم او شيخ، لذا أنشأ ولي الأمر هيئة لكبارالعلماء تضم نخبة من أهل العلم ليبحثوا مثل هذه الامور دون التحيز لطرف على آخر،فالحكم والدين لله. وآراء الغامدي وغيره يجب ان تناقش وتعرض من خلال هيئة كبارالعلماء لبحث الاقوال والادلة بشكل علمي ودون تحيز او تعصب بدلا من إثارة الفتن بينأفراد المجتمع بعرض مثل هذه الآراء التي تخالف ما أجمع عليه العلماء المتقدمونوالمتأخرون. ويتساءل البعض : هل انتهت مشاكلنا مع الفساد والبطالة والانحرافوالمخدرات والجرائم والتعليم والغلاء وسوء الطرق والقيادة و.. و .. و .. حتى يأتيالغامدي ليشغل المجتمع بهذه الآراء؟
أما الشيخ النجيمي فعلاوة على اسلوبه المميزوطرحه الرائع وآرائه المعتدلة التي كسب بها حب الكثيرين فإن له جهودا لا تنسى فيمناصحة من وقعوا ضحية افكار التكفير واعمال الارهاب وكان من أبرز محاوريهم وأثنىعليه المسؤولون ومن تابوا على يده، لكن البعض انجرف نحو الاثارة وربما للثأر منالنجيمي بسبب خلاف مع بعض آرائه. فمشاركة الشيخ النجيمي في مؤتمر المرأة في الكويتوما صحبها من لغط كانت اجتهادا ربما أخطأ فيه د. النجيمي كما قال هو، وكان منالاولى ألا يعلق عليه ويسترسل في الرد على الفضائيات وهو تصرف لا يعيب الشيخالنجيمي فهو بشر يصيب ويخطيء، لكن هذا لا يبرر ان يستغلها البعض للتعليق والسخريةفيكفي ان النجيمي قدم ما لم يقدمه كثيرون من منتقديه ونبينا يأمرنا بان نعذرهم فقال (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم).
إن أردنا بناء مجتمع يقدر الرأي الآخر فعلينا انننصف الجميع ونتعامل بمبدأ واحد ونترك المصالح والآراء الشخصية جانبا بدلا من انننتقد الآخرين بتصرف ثم نمارسه
التعليق