alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

حين تكون التنمية أبوة بالتبني

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • حين تكون التنمية أبوة بالتبني

    حين تكون التنمية أبوة بالتبني
    علي سعد الموسى
    تستهويني حد اللذة أشكال العمران وغرابة وجرأة التصاميم الهندسية. أقرأ الدول والمجتمعات والشعوب من خلال موضات البناء وأساليبه وتقنياته. زرت دولاً ومدناً كونية حديثة فأغمض عينيّ عن الآثار وأتجنب ما استطعت زيارة المتاحف، أعشق الجديد والتجديد، الصارخ المختلف ربما بتأثير نزعة الحداثة. شاهدت لكم مساء البارحة برنامجاً تلفزيونيا عن شواهد عمرانية قادمة أو قائمة لصرعات معمارية من دبي إلى البحرين مروراً بفرنسا، شرقاً من الصين وغرباً إلى الولايات المتحدة.
    الشيء اللافت الذي يستحق الإشادة والتعبير عنه بمقال ليس إلا رابط الانتماء إلى المنجز حين تكون سواعد الإنسان المواطن هي التي تبني وتشيد، تهندس وترفع. لا يمكن للإنسان أن يحترم شوارع بلده وأرصفتها وعمائرها إلا إذا كان بينه وبين البناء رابط من الدموع والعرق. لا يمكن للفخر الكامل المكتمل بمسيرة تنمية إلا إذا كان المواطن جزءاً أساسياً من المشروع بدءاً من الورق وانتصافاً بالطوب وانتهاء بالالتصاق حين يكتمل المنجز. لا يمكن لطالب الجامعة أن يشعر بالود والاحترام للخرسانة الهائلة من حوله في جامعته إلا إذا استشعر فيها رائحة أبيه وعرقه أو صور أبناء مجتمعه وأقاربه الذين رفعوا أركان البنيان ولا يمكن للطفل في قرية نائية أن يحافظ على الزوايا والأركان في مدرسته إلا إذا كان يعلم أن أبناء القرية وآباءها وأجدادها هم من شيد البنيان. لا يمكن للمواطن البسيط أن يحترم شارعه إلا إذا كان مشاركاً بالعرق أو بقرابة الدم مع النفر الذين رصفوا وهندسوا وزرعوا الأشجار وأناروا الأعمدة. العلاقة مع البناء هي علاقة قرابة والأمم العظيمة هي التي تفاخر بمنجزها التنموي حينما يكون المنجز صناعة وطنية خالصة وإلا فهي معه مثل حالتنا بالضبط، مجرد ضيوف عليه، مثلما نحن ضيوف في فندق تنموي هائل استلمناه بالمفتاح.
    يؤسفني جداً حركة اللغة التي شاهدتها تتحدث عن الشواهد العمرانية في البرنامج المكتوب آنفاً في صدر المقال. في دبي تتحدث عن البرج القادم كأعلى بنايات الكون، لغات أعجمية من كل حدب وصوب لا مكان فيها للسان عربي، ذات الشيء في الحي المالي البحريني الذي سيكون تحفة عمرانية مثلما يقول المهندس الإنجليزي بين آلاف العمالة الوافدة. نفس المنطق سيكون في الرياض وفي كل العواصم العربية القادرة. في فرنسا يتحدث عشرات الفرنسيين بالخوذة من فوق رافعة تبني أعظم جسور الأرض. في الصين مشروع هائل قوامه صيني كامل خالص من الورق حتى الورق. ذات الشيء مع الأمة الأمريكية ولهذا تستحق أن يطلق عليها لقب "أمة " لأن الأمم الحقيقية هي التي تبني الأرض وتحترم المبنى وتشعر معه بعلاقة عشق مثلما هو شعور الأم مع الابن منذ أن يكون جنيناً إلى أن يحبو ثم يتكلم ويكبر.
    نحن هنا آباء ـ بالتبني ـ لمسيرة تنموية بنيناها بالاستيراد واستلمناها بالمفتاح.



  • #2
    لمن لا يعرف

    د.علي سعد الموسى كاتب واكاديمي سعودي له عمود يومي في صحيفة الوطن بعنوان ضمير متصل يمتاز طرحه بالجرأة والمناقشة الجادة للمواضيع التي يطرقها

    التعليق


    • #3
      الحقيقة أننا الآن لا نبني بقدر مانهدم وهذه هي الحقيقة

      إن عرفنا الأسباب وتناولناها بشكل جدي , فلن نعمل بها . هذه هي الحقيقة

      فما نحن إلا تبعاء . لنظام ساد العالم في كل مجالات الحياة . إلا قول لا إله إلا الله


      إحترامي لك أخي الكريم

      التعليق

      KJA_adsense_ad6

      Collapse
      جاري التنفيذ...
      X