ما عاد يُرعبني التسكّع تحت
إيقاع المطرْ
ما عاد يعنيني غراب البين
من أنسٍ ولا حتى ضجرْ
ما عاد يُقلقني التمّزق فوق أسنانِ
القبيلة في الظلام ولا
سماسرة القدرْ
إنّي اصطفيتكِ قاصداً
ورميت خلفي
كلّ عادات البشرْ
ما همّني إن كنتُ قد أزعجتُ أحلامَ
القمرْ
إنّي أحبكِ من سنين طفولتي
يا من بعينيها احترفْتُ تسكعي
وعشقتُ أوجاع السفرْ
العشق يسحقني ..
وأطمح أن أذوبْ
والعشقُ ينفيني ..
وأرجع للذنوبْ
والعشق يذبحني ..
وأرفض أن أتوبْ
والعشق يكسر أرجلي ..
وأنا أفكّر في الوثوبْ
إن كان يرميني كأوراق الخريف لدى الصباح
فإنني حتمًا
سأرجع في الغروبْ
وأعيد عصفور الغرام وأوقظِ
الشبّاكَ عند الليلِ
أرتكب الحنين ولا
أفكّر بالهروبْ
إن حاولوا أن يطفئوا
بالماء قلبي إنني بالماء أشعلْتُ الحروبْ
عيناكِ من بين العيون عروسةٌ
قد رافقتني في الضياع وفي البكاءْ
عيناكِ من عسلِ الحجاز ومنْ
نهور الخمر منْ
قمر الفضاءْ
عيناكِ تحفظ لوحةً لطفولتي
وتعيد تاريخ البراءة فوق أدراج
المساءْ
عيناك ترجعني لمدرستي
القديمهْ
ولذكريات العمر فوق جدار
منزلنا وألعابي
الحميمه
هل تصبحين حبيبتي ..
كي نستعيد الشمس
كي نستعيد العشب
كي نستعيد البحر
كي نستعيد الماءْ
قدرٌ علينا نلتقي ..
في الليلِ
مثل تلألئ النجمات في غُرَف الظلامْ
قدرٌ علينا نلتقي ..
في غربةٍ
مثل الحمائم بالحمام
يا حلوتي عيناكِ قد رسمت دروب
ثقافتي وحضارتي ..
قد كنت في الماضي كساق الجهل
أمشي للوراءْ
قد علّمَتْني كيف أحترف الغناءْ
قد أرضَعَتْني بعد أن جفّ الحليب
من الإناءْ
ما كان عندي حنجرةٌ
ولا جرسٌ
ولا صَدَفٌ
ولا حتّى سماءْ
وهواكِ
يفتح لي كأوراق النخيلِ
سقوف حبٍّ من مظلّات الحنانْ
وهواكِ يَطلع من سطور قصائدي
كقرنفلٍ
وكحنطةٍ
وكنورسٍ بحريّ يرقص فوق
غصن السنديانْ
وهواكِ ينقر في جدار ملامحي
كيمامةٍ
وكرقصةٍ شرقيّةٍ
كالمهرجانْ
وهواكِ قاطرةٌ بدون نهايةٍ
فليس لدى محطّات النهايةِ من مكانْ
وهواكِ ياللهِ شاء بأنه لا ينتهي
طول الزمانْ
=========
الغاوي،،
التعليق