يقول أحدهم: أن إبنه جاءه يوماً
قال: “بابا أنا رسبت”
لكن الأب لم يحرك ساكناً..
أعاد الولد الكرة قائلا:
“بابا قلت لك أنا رسبت”
قال الأب:
“وأنا سمعت، هذه مشكلتك ليست مشكلتي.”
هنا أنفجر الولد بالبكاء، لماذا..؟
لأنه كان يريد من والده أن يتحمل تبعات مشكلته بدلاً عنه.
عندما يأتيني إبني بمشكلة هل أتعاطف معه؟
نعم، لكن
لا أحلها أو أتحمل تبعاتها بدلا عنه.
نفكر في الحل معاً لكن تبقى المشكلة مشكلته هو.
تماماً مثل الشاب المتهور الذي قبضت عليه الشرطة لأنه كان يسوق على الطرقات بسرعة جنونية، وحين أخذوه الى مركز الشرطة طلب منهم بأن يتصلوا بوالده.
عندما إتصلت الشرطة بالوالد وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل ما كان منه إلا أن سألهم عن رخصة القيادة بإسم من ..؟
أجابوه بأنها بإسم إبنه.
قال لهم “إن كانت الرخصة بإسم إبني وهو صاحب المشكلة،
فلماذا تقلقون راحتي في هذا الوقت المتأخر؟”
إنتهت المكالمة وعاد للنوم.
قد تقول لي أن هذه قسوة!
سأقول لك هذه ليست قسوة بل هي منتهى الرحمة، لأنك بهذا تجعل من إبنك رجلاً يعرف حدوده ويتحمل مسؤولياته. لهذا عليك ألا تأخذك به رأفة ولا رحمة.
فكثرة الرحمة مفسدة، فالنسر يرمي بصغيره من أعلى الجبل ليتعلم الطيران.
لكن بعض الآباء الآن يفعلون العكس، يتحملون عنه كل مسؤولياته ويحلون له كل مشاكله
وينفذون له كل المهام التي يفترض أن ينفذها هو، إلى أن يصنعوا إبنا معاقا في البيت
وطفيلياً يقتات عليهم.
وصدق أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب رضي الله عنه حين
قال “أشفقوا على أبنائكم من فرط إشفاقكم عليهم” فهذه مفسدة حولتهم لعالة.
المصدر…
أ.د إبراهيم الخليفي، المتخصص في سيكولوجية النمو و تطبيقاتها التربوية.