أحيانا يحتاج الموجه الطلابي إلى استغلال حصص الانتظار ، لتطبيق بعض فنيات الإرشاد إذ أن جدول المدرسة المزحوم بالحصص لايتيح له فرصة اللقاء بالطلاب ، فبدل أن تضيع الحصة على الطلاب بدون فائدة بسبب غياب المعلم يجد الموجه نفسه بحاجة إلى استغلالها فيما يحقق المصلحة والفائدة للطلاب ، إما لتعريف الطلاب بدوره في المدرسة أو تدريب الطلاب على فن المناقشة والمحاورة وأسلوب حل المشكلات، وغير ذلك سوف أعرض مثالا قد يفيد الموجه لتطبيقه في المدرسة ويتمثل في عرض مشكلة تهم الطلاب ومناقشتها بناء على الخطوات التالية:
1- التعريف بالمشكلة.
2- الأهداف
3- أسباب المشكلة
4- نتائجها السيئة
5- البدائل والحلول
6- واجب منزلي
الغش في الاختبارات التعريف بالمشكلة : تعد ظاهرة الغش في الاختبارات من أخطر ما يمارسه التلاميذ أثناء تأدية الاختبار ، لما لها من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع ، والمقصود بالغش في الاختبار أن يعمد التلميذ إلى الحصول على إجابة بعض أسئلة الاختبار عن طريق غير شرعي إما من الكتاب المقرر أو من زميل أو بشتى أنواع الغش المعروفة ، كما يلاحظ أن هذه المشكلة مستشرية في مدارسنا -مع الأسف- ولها من يساندها على الرغم من ثبوت ضررها على الفرد والمجتمع.
الأهداف.
1- القضاء على ظاهرة الغش في الاختبارات .
2- بيان أضرار هذه الظاهرة على الفرد والمجتمع
3- بيان علاقة هذه المشكلة بغيرها من المشكلات السيئة الأخرى كالكذب والسرقة والخداع، وكأنها وجهان لعملة واحدة .
أسباب المشكلة
1-كسل الطالب وتهاونه بالدراسة، وعدم الاستعداد للاختبار بالاستذكار .
2-شدة قلق الطالب وخوفه من الرسوب .
3-الحصول على درجات عالية في الاختبار بأسهل طريقة ممكنة.
4-إجبار ولي أمر الطالب على الحصول على درجات عالية ، وإذا لم يحصل على الدرجة المطلوبة سوف يناله العقاب من والده مما يضطره إلى الغش خوفا من العقاب .
5-تسيب النظام المدرسي والتهاون مع الطلاب ، وإتاحة الفرصة لهم للغش .
6-عدم إدراك الطالب لضرر الغش في الاختبار وعواقبه الوخيمة .
الأضرار الناجمة عن الغش في الاختبارات :
1- نجاح الطالب من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى وهو لايستحقه ، بطرق ملتوية .
2- تساوي الطالب المجد بالكسلان وهذا ظلم ومنافاة للعدالة.
3- عندما يتخرج الطالب من الجامعة وهو معتمد على الغش تكون حصيلته العلمية ضعيفة ، فيفشل في عمله ولايستطيع أن يؤديه على الوجه المطلوب لأن فاقد الشيء لايعطيه.
4- عندما يحاول الطالب أن ينهى أولاده عن الغش مستقبلا لايستطيع لأنه مارس الغش وهو صغير وصار ينطبق عليه قول الشاعر:
لاتنه عن خلق وتأتي مثله ==== عار عليك إذا فعلت عظيم
أذكر الطلاب بقصة عمر –رضي الله عنه – مع المرأة التي جاءته بابنها لينصحه بعدم الإسراف في أكل التمر فقال لها عمر: اذهبي واحضري لي بعد أسبوع فذهبت المرأة وبعد أسبوع حضرت إلى عمر فنصح ابنها عن أكل التمر ،فامتنع ، وقبل أن تذهب المرأة قالت ياعمر لقد جئت إليك قبل أسبوع لتنصح ابني عن أكل التمر فامتنعت وقلت لي أحضري بعد أسبوع فحضرت فنصحته ، كيف؟ فقال عمر –رضي الله عنه- إنني كنت آكل التمر قبل أن أنصح ابنك ، ,أنا أعلم أنني لونصحته لن يمتنع لأنني أنا آكل التمر ، فلما امتنعت عن أكل التمر نصحته ، فسكتت المرأة ، لقد أعطى عمر هذه المرأة وولدها درسا عظيما في سمو الأخلاق لايتوفر اليوم في كثير من الناصحين والوعاظ.
بعدما يعرف الموجه الطلاب بالمشكلة وأضرارها وأسبا بها ، يمكن أن يطرح عليهم السؤال التالي :
ما هي الحلول المناسبة التي ترون أنها كفيلة للقضاء على مشكلة الغش في الاختبار؟ أو على الأقل التخفيف منها ؟ وسوف ينهال على الموجه سيل من الإجابات ، يمكن للمرشد كتابتها على السبورة أو على اللوحة الورقية المعدة لذلك .
الواجب المنزلي
من باب التعاون بين الموجه ومعلم اللغة العربية يتم الاتفاق بينهما على أن يطلب الموجه من الطلاب الكتابة عن هذا الموضوع في المنزل ويقدم لمعلم اللغة العربية كموضوع إنشائي ، ثم يقوم معلم المادة بتصحيح الموضوع وتقديمه للمرشد لاطلاعه عليه .
هذا أسلوب رائع يستطيع الموجه تنفيذه في المدرسة وله أن ينوع في الموضوعات التي لها مساس بحياة الطالب ، فإن هذا الأسلوب من أروع أساليب التوجيه المؤثرة في الطلاب ، والله أعلم .