البيت هو المؤسسة الاجتماعية التي يتعلم فيها الطفل بداية حياته ، وفيها أثبت العلماء أن السنتين الأولين من عمر الطفل قبل دخوله المدرسة يكتسب الصفات والعادات وتنمو المدارك ويتزود بالمبادئ والفضائل فالبيت له دور كبير في التأثير على الطفل أما المدرسة فهي مكملة لدور البيت وهي تتولى جانب التخطيط في عملية التربية ويستطيع الطفل في المدرسة أن ينمي ميوله ورغباته وهواياته وأن يتعود على التفكير العلمي . إذاً المدرسة والبيت يمكن اعتبارهما وجهان لعملة واحدة ، وكلما كانت العلاقة ممتازة فيما بين البيت والمدرسة ينعكس ذلك إيجابياً على العملية التربوية والتعليمية ونجد أن التربية والتعليم في مدارسنا يقاس مدى جودتها بدرجة كبيرة على جودة العلاقة وقوتها بين البيت والمدرسة . ونجد أن ولي الأمر يمكن أن يكون على اتصال مباشر ومستمر مع المدرسة من خلال الزيارة واتصاله الهاتفي أو الاتصال الخطي أو الاتصال من خلال موقع المدرسة على الإنترنت أو من خلال مجالس الآباء والمعلمين أو من خلال الندوات واللقاءات التي تقيمها المدرسة ، ويؤدي ذلك الاتصال إلى تحقيق العديد من الجوانب الهادفة إلى تطوير العمل التربوي والتعليمي بالمدرسة ومنها تكوين علاقة متميزة بين البيت والمدرسة تسهم في تطوير العمل في المدرسة تسهم في حل كثير من مشكلات الطلاب التي تعترض المدرسة والبيت رعاية الآباء والمعلمين للسلوك الحسن والمستويات المتميزة للطلاب . الحد من انتشار العادات السيئة وتطورها ومعالجة جوانب القصور في الطلاب . مساعدة أولياء الأمور وذلك بتزويدهم بأفضل السبل والطرق لمتابعة أبنائهم . -الاستفادة من أولياء الأمور وإلقاء المحاضرات والندوات وعقد الاجتماعات وغير ذلك من الجوانب التي تعود بالفائدة على البيت المدرسة . -أن يكون ولي الأمر بمثابة المرآة العاكسة للعمل لكي تتمكن المدرسة من معالجة جوانب الضعف فيها وتدعيم جوانب القوة وأنه من الضروري أن يقوم كل من البيت والمدرسة بالدور المطلوب منه ويجب أن يكون الأباء قدوة صالحة لابنائهم كما أنه يجب على المدرسة متابعة جوانب القصور من البيت ومعالجتها ونجد أن العلاقة بين البيت والمدرسة كلما كانت متميزة ومتطورة أدت إلى تكوين المحبة بين المعلمين والطلاب ورفع الروح المعنوية وزيادة الإنتاج مما ينعكس إيجابياً على أبنائنا الطلاب ثم الأسرة والمجتمع . ويؤدي أيضا إلي القضاء على مشكلات التسرب والغياب وغير ذلك وأنه من خلال عملنا في الميدان فإننا نجد آن معظم المشاكل التي تواجهنا في المدرسة مثل عدم أداء الواجبات أو الغياب أو المشكلات السلوكية فإن العلاقة تكون طردية فيما بين ذلك وبين العلاقة بين البيت والمدرسة ونجد انه ينبغي على ولي الأمر مضاعفة جهده وزيادة الزيارات المدرسية بصفة مستمرة لأن ذلك يساعد المدرسة والبيت في حل الكثير من المشكلات في بداياتها أو قبل وقوعها .ونرغب مشاركة أولياء الأمور و حضور اجتماعات المدرسة من مجالس الآباء والمعلمين أو اللقاءات التي تقيمها المدرسة أو حفلات المتفوقين وغيرها . ونظراً إلى أن التعليم يعتمد على وجود العلاقة بين البيت والمدرسة فإنه لابد من توفير العوامل المساعدة لتكوين هذه العلاقة ، ومنها توفير الاحترام المتبادل بينهما وتجنب التناقض في المعارف المحصلة منهما ، ويجب تنظيم الاتصال بينهما من خلال التقارير ودفاتر الطلاب والحفلات ومجالس الآباء والمعلمين . وتظهر الآثار المترتبة على إهمال العلاقة بين البيت والمدرسة في ثلاث نقاط رئيسية: 1- ضعف الطالب تحصيليا في مادة أو أكثر. 2- ضعف العلاقة بين المدرسة وولي الأمر تؤدي الى نقص في المعلومات الكاملة عن الطالب بصورة صحيحة سواء كانت معلومات «شخصية، صحية، نفسية، فسيولوجية» ونقصها يؤدي الى عدم حل مشاكل الطالب. 3- الشعور من قبل التلميذ بالحرية وعدم الرقابة يؤدي الى انخفاض الواقعية نحو التعلم. أما أسباب إهمال التواصل بين البيت والمدرسة فهي: -خوف أولياء الأمور من مواجهة سلبيات أبنائهم من قبل المدرسين. -عدم الوعي الثقافي لدى الأسرة «الأب والأم» بأهمية التواصل مع المدرسة. -حسن الظن من قبل أولياء الأمور بالمدرسة وأنهم كفء للعملية التعليمية، ولكن ينبغي كذلك مع حسن الظن الذهاب الى المدرسة والسؤال عن ابنه ومناقشة مدرسيه. -يشعر بعض أولياء الأمور بأن اجتماعات الآباء تعتبر روتينية ولا توجد نتائج فعالة مثل إلقاء كلمات وثناء على المدرسة والمدرسين وذلك من خلال حضوره لبعض مجالس الآباء السابقة وبالتالي احجامه عن حضور مجالس الآباء القادمة. -غياب بعض المدرسين عن حضور مجالس الآباء الذي ربما يحضر الأب لكي يناقش مدرساً معيناً ثم يفاجأ بأنه غائب وبالتالي عدم حضوره المجالس مستقبلا أو ربما يغيب المعلم خوفا من اسئلة أولياء الأمور. -التفكك الأسري «الطلاق». -ضعف دور الاخصائي الاجتماعي في التواصل بين المدرسة والبيت. – ضعف الوعي بأهمية المتابعة المدرسية حيث يشعر أغلب الآباء أن المدرسة هي المتنفس الوحيد للتخلص من الأبناء وأنها هي المسؤولة الوحيدة عنهم. ولعلاج إهمال العلاقة بين البيت والمدرسة طرق كثيرة أذكر منها: -لا بد من مواجهة أولياء الأمور للواقع في الكشف عن سلبيات أبنائهم وذلك من خلال التواصل مع المدرسة أولا بأول. – نشر الوعي الثقافي بأهمية التواصل بين المدرسة والبيت والعكس وليس كل شيء على المدرسة حيث ان البيت يتحمل جزءا من المسؤولية. – لا بد من التغيير في اجتماعات الآباء في المدرسة بما يحبب ويشوق أولياء الأمور للحضور مرات ومرات ولا بد أن تكون نتائج هذه الاجتماعات مثمرة. – لا بد من الحزم من قبل إدارة المدرسة بعدم غياب المدرسين أثناء اجتماعات أولياء الأمور حتى يظهر الاجتماع بصورة جيدة ومثمرة. – التقليل من المشاكل الأسرية التي تحدث بين الأب والأم أمام أبنائهم حتى لا يؤدي ذلك الى أمور لا يحمد عقباها. لا بد من زيادة دور الاخصائي الاجتماعي ( المرشد الطلابي ) وذلك بالتواصل مع البيت والمدرسة.