مما لاشك فيه أن المعلم هو العنصر الأهم في تنفيذ أي برنامج تعليمي، وهو الذي يتولى تحقيق الأهداف المنشودة من خلال كفايته وروحه المعطاءة. والمشرف التربوي يبذل
جل جهده في معاونة المعلم ومساعدته على تحسين العملية التعليمية التربوية. لذا لابد من أن تكون العلاقة الإنسانية بينهما علاقة طيبة مبنية على الاحترام والتعاون. وعلى المشرف التربوي أن يحترم المعلم ويقدر شخصيته وإمكانياته ويظهر ذلك في سلوكه تجاهه.
إن إهمال العلاقات الإنسانية بين أفراد مجتمع المدرسة، يؤدى إلى العمل في عدة اتجاهات، ويودي إلي انفصالهم وانحرافهم، وتأتي نتائج الإهمال في غير صالح العملية التربوية، بل يعد ذلك دليلا على فشل المشرف في تكوين صلات طيبة فيما بينه وفيما بين معلميه، وفيما بين المعلمين أنفسهم.
إن العلاقات الإنسانية التي تسود المجتمع المدرسي لها أثارها في نفوس التلاميذ والمعلمين، والإداريين. لذا يجب على المشرفين والمعلمين وجميع العاملين في المدرسة أن يكونوا قدوة حسنة للأجيال، فسلوك المشرفين مع المعلمين وسلوك المعلمين بعضهم مع بعض تظهر بصورة غير مباشرة على سلوك التلاميذ، وبذلك تكون مهمة المشرفين كبيرة في إيجاد جو من التفاعل الإنساني الذي يساعد على النمو المتكامل المبني على الصحة النفسية والاتزان العاطفي .
وتتضح مظاهر احترام المشرف التربوي لشخصية المعلم فيما يلي :
1- إتاحة الفرصة للمعلم للتعبير عن رغبته ورأيه ووجهة نظره.
2- مراعاة المشرف التربوي الفروق الفردية بين المعلمين.
3- أخذ وجهة نظر كل معلم فيما يتعلق، بمسؤولياته تجاه المادة التي يقوم بتدريسها.
4- الاهتمام بمشكلات المعلمين الشخصية.
5- توثيق الروابط الأخوية بينه وبين المعلمين.
6- حسن المعاملة والتواضع ولين الجانب، والتي تؤثر في قلوب المعلمين وتحفزهم إلى العمل و الإنتاج .
7- تقدير أوجه أنشطة المعلمين داخل الفصل والمدرسة وخارجهما.
وحتى يسير العمل التربوي وفق سلوك مرغوب فيه من قبل العاملين فيه،لابد للإدارة التربوية أن تتعرف أهداف أفرادها، ودوافعهم، لتضع السياسات التي تشبع هذه الدوافع، وتحقق الأهداف في الوقت ذاته. ويمكن للمشرف التربوي أو القائد أو المدير أن يجمع المعلومات في طريق الخطوات التالية :
1- الاختبارات والمقابلات والمناقشات.
2- الملاحظة المباشرة في أثناء العمل، والاحتكاك الفعلي بين المعلمين من خلال التنافس ، التعاون ، الانسجام ، العداء ، الترابط ، التفكك ، الرضا ، التذمر ، و غيرها.
3- إبراز الصورة الحقيقية عن المعلمين.
4- اليقظة التامة من قبل المشرف، أو المدير تجاه العاملين معه، إلى جانب ذلك، على المشرف التربوي أو المدير أن يقوم بتدريب المعلمين وتبصيرهم بأنماط السلوك المرغوبة، وبنوع الثواب أو المكافأة، حتى يحصل الفرد على أكبر قدر من الكفاية، وتحصل العملية التربوية على أكبر قدر من الكفاية في إنتاجها.
3 Responses
أشكر الأستاذ مفرح الجابري على مقالته المتميزة المهمة والتي تساهم في الارتقاء بالعملية التربوية
وأنا أريد البحث حول موضوع العلاقات الإنسانية في المدارس أو الاتصال لتكون أطروحة الدكتوراه في فلسفة التربية الإسلامية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة اليرموك فما نصيحتكم لي جزالكم الله خيرا
شكرا جزيلا على المقال
أشكرك – أيها الأخ الفاضل – على هذا الطرح المميز , وتوضيح الصورة لجميع العاملين في الميدان التربوي والتعليمي .