alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

فرضيات عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • فرضيات عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً



    د. عبدالله المسند*

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
    فسكان جزيرة العرب قديماَ وحديثاً من أعظم الناس حباً للربيع والمطر والقطر، وما ذاك إلا أن جزيرتهم تعد من أكبر المسطحات الأرضية في العالم التي تخلو من نهر أو بحر أو زهر دائم، عدا أمطار قليلة ومتفرقة وغير منتظمة، تهطل عادة ما بين شهري أكتوبر ومايو بمتوسط يصل إلى حوالي 100 ملم سنوياً فقط. لذا نجد أن سكان الجزيرة العربية شغوفين في تتبع السحب واتجاهه والمطر وأخباره والكلا ومكانه. والأدبيات العربية المنظومة والمنثورة مفعمة في ذكر السحاب وأنواعه والمطر وأصنافه والسيل وأوصافه. وفي العصر الحديث جاءت وسائل الاتصالات الحديثة ومنها؛ شبكة الأنترنت لتعج بالمواقع والمنتديات الإلكترونية، التي ترصد وتنقل أخبار الطقس وتقلاباته والأجواء وتبدلاته لرواد كُثر استرعى عددهم ومشاركاتهم الإنتباه.


    وفي مجالس العرب ومنتدياتهم يأتي السؤال عن المطر والقطر وعن الحر والقر بعد السؤال عن الأحوال الشخصية مباشرة خاصة في فصل الشتاء والربيع. وهيام سكان الجزيرة بالمطر والسيل والربيع انعكس جلياً في توجه أعداد كبيرة من السكان، بل وتتزايد عاماً بعد عامٍ لممارسة السياحة البرية المتكررة عبر رحلة اليوم الواحد، أو التخييم لأيام عدة في المنتنزهات البرية الصحراوية، بل أصبحت السياحة البرية في الوقت الحاضر تجارة رائجة رابحة يجني ثمارها جهات عدة.


    وفي هذه الأجواء وتفاؤل في أجواء رطبة ومطيرة، تناول بعض الناس في السنوات الأخيرة حديث عودة الجزيرة مروجاً وأنهاراً بالتفسير والتحليل. وبعضهم ربط بعض التغيرات المشاهدة على مستوى المناخ المحلي أو الإقليمي أو حتى العالمي بهذا الحديث الشريف. ولهذا تأتي هذه المشاركة المكتوبة والمتواضعة مساهمة لإضاءة أظن أنها اجتهاد جديد في هذا السياق، ليشرح هذا الحديث المعجز الذي كشف حُجُب الماضي كما كشف المستقبل في حديث واحد.
    وسأتناول باقتضاب الحديث ثم شرحه عبر نافذتين زمنيتين؛ النافذة الأولى: عرض واقع مناخ الجزيرة العربية قبل عشرات الآلاف من السنيين، مستأنساً بما ورد في الحديث الشريف. النافذة الثانية: الكشف عن فرضيات متوقعة، وسيناريوهات مرجحة لعودة الجزيرة العربية مروجاً وأنهاراً. والتي أتوقع أن عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، أو نبوء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (((قد))) تكون عبر بوابة إحدى هذه الفرضيات المطروحة والله وحده أعلم.
    أشراط الساعة الصغرى:
    أشراط الساعة الصغرى تناهز السبعين شرطاً؛ منها ما وقع في الماضي، ومنها ما يقع الآن، ومنها ماسيقع في المستقبل، ومنها ما سيقع بين أشراط الساعة الكبرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومن الأشراط الصغرى ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة ...حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً ". ويمكن أن نصنف هذه العلامة بأنها علامة كونية مناخية. وعند تأمل متن الحديث الصحيح نجد أن كلمة واحدة فقط (تعود) متكونة من أربعة حروف يكمن فيها الإعجاز، والنبوءة العظيمة {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. حيث جاءت النبوءة مركبة ومزدوجة، فهي كاشفة لحجب الماضي البعيد والمقدر بعشرات الآلاف من السنين، وفي الوقت نفسه كشفت المستقبل الغيبي. سنتناول في هذا البحث بإذن الله تعالى شرح الحديث وفق منهج علمي متوخياً ما استطعت الدقة في التقدير، والسلامة في التعبير، والأصالة في التصوير.
    هذا ما سنقرأه في الحلقات التالية إن شاء الله تعالى في موضوع فرضيات عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً.


    *عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم _ السعودية

  • #2

    الفرضية الأولى
    في الحلقة السابقة ( الثالثة ) في سلسلة عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً ابتدأ الحديث حول الفرضية الأولى وهي احتمال حدوث انفجارات بركانية استُهلت بمقدمة عن براكين الجزيرة العربية وعن انفجار بركان عام 654هـ 1256م .. وفي هذه الحلقة نواصل الحديث عن الفرضية الأولى والتي تنص على الآتي : لو قدر الخالق عز وجل أن تنفجر ( بعض ) البراكين العظيمة في أرض العرب - مثلاً - وبشكل متزامن ومتتالٍ لعدة أيام وبقوة هائلة .. لنتج عن هذه الانفجارات والله أعلم آثاراً واسعة على الغلاف الجوي لشمال الكرة الأرضية على الأقل.
    إذ أن البراكين تقذف بمجموعة من الغازات من أهمها ثاني أكسيد الكبريت sulfur dioxide كما تقذف برماد ash وغبار بركاني ينتشر في طبقات الجو العليا .. يؤدي إلى اختلال في عنصر الإشعاع الشمسي Solar radiation حيث يحجب أشعة الشمس أو يقلل من نفوذها إلى سطح الأرض نتيجة للرّماد البركاني العالق في الجو .. مما يؤدي بالضرورة إلى انخفاض درجة الحرارة فوق سطح الأرض وهذا بدوره يقود إلى تغير في عنصر الضغط الجوي ومن ثَم قوة واتجاه الرياح .. وهكذا حتى يعم التغيير كل عناصر المناخ بما فيها الرطوبة والمطر سلباً أو إيجاباً.
    مما سلف تتوقع الفرضية تغيراً في عناصر المناخ فوق أرض العرب وغيرها كنتيجة حتمية للانفجارات البركانية العظيمة والمتتالية والتي تؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة وارتفاع الرطوبة الجوية .. ومنها كثافة السحب والأمطار الهاطلة بإذن الله تعالى .. بل قد تتجمد قمم الجبال في أرض العرب شتاءً وتذوب صيفاً لتجري منها الأنهار وتصب بالمروج والبحيرات والغدران وترتوي منها الأزهار .. تستمر هذه الظروف المناخية الرطبة الطارئة فترة من الزمن حتى يشاء الله تعالى في عودة الجزيرة العربية مرة ثانية صحراءً وأحقافاً بعد تلاشي آثار الانفجارات البركانية بشكل تدريجي .. وربما تدوم الحالة الرطبة للجزيرة العربية فترة من الزمن يعقبها قيام الساعة والله أعلم .. وتتنبأ الفرضية إلى أن الانتقال من حال الجفاف والصحراء إلى الرطوبة والأمطار ومن ثم حالة المروج والأنهار قد تستغرق فترة قصيرة .. على سبيل المثال فصلاً واحداً فقط والله أعلم وأحكم.




    ويسند الفرضية السالفة شاهدان الأول بشري والثاني طبيعي :
    الشاهد الأول: إحتراق آبار النفط في الكويت :
    إبان حرب الخليج الثانية عام 1991م عمد الجيش العراقي إلى إحراق ما يناهز 700 بئر نفطي في أرض الكويت في واحدة تعتبر أكبر وأوسع تلوث نفطي في البر والبحر والجو على حد سواء .. استمر هذا الإفساد المتعمد عدة أسابيع حتى شكل سحباً سوداءً من السخام انتشرت في سماء وأجواء منطقة الخليج العربي وما جاورها .. تسببت في حجب أشعة الشمس كلياً وجزئياً مما أدى إلى إنخفاض درجة الحرارة فوق سطح الأرض بشكل محسوس في الكويت والمناطق المجاورة .. وأثبتت الدراسات العلمية أن درجة الحرارة انخفضت 4ْ م في منطقة الخليج 1 هذا في المعدل أما اليومي بالطبع أكثر.


    سحب السخام تنبعث من آبار النفط الكويتية
    بعد إحراقها من قِبل الجيش العراقي عام 1991م

    وعند التأمل والقياس نجد أن مجموع هذه الآبار لا تعادل بركاناً واحداً نشطاً ومع ذاك قلبت النهار إلى ليل وخفّضت درجة الحرارة حتى أن شهر أغسطس آب 1991م في الكويت أصبح كشهور الربيع والخريف حرارةً !! .. ولو استمرت الآبار محترقة وقتاً أطول لطالت أضرارها كل الأشهر والفصول .. فانظر وتأمل كيف تغيرت درجة الحرارة والجو بفعل بشري محدود مساحة وقوة وزمناً فكيف لو كانت 700 بركان !؟


    الرياح الشمالية الشرقية السائدة تدفع سحب السخام العظيمة
    باتجاه السعودية عام 1991م إبان حرب الخليج الثانية


    الشاهد الثاني : انفجار بركان بيناتوبو Pinatubo في الفلبين :

    بركان جبل بيناتوبو أثناء انفجاره التاريخي يقذف بحممه وغازه وغباره
    إلى عنان السماء في مشهد لم ير العالم مثله حتى الآن
    في الصورة أعلاه قارن بين ارتفاع السحب الركامية والتي يصل ارتفاعها إلى حوالي 18كم
    وسحب الانفجار خلفها عندها ستدرك الحقيقة

    في جزر الفلبين وخلال شهر أبريل ومايو من عام 1991م اهتزت ورجفت الأرض حول وأسفل من بركان بيناتوبو Pinatubo آلاف المرات هزات صغيرة مؤذنة بمشهد لم ير العالم مثله خلال القرن الماضي .. وفي 12 يونيو من العام نفسه وبعد سبات للبركان استمر أكثر من 500 سنة انفجر بركان بيناتوبو ويعتبر أعنف وأقوى انفجار شهده كوكب الأرض خلال القرن الماضي على الإطلاق .. هذا الانفجار العظيم خلف سحباً هائلة من الغاز والرماد ash أرسلها إلى طبقات الجو العليا.
    قدر العلماء 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكبريت وصل إلى طبقة الستراتوسفير Stratosphere وأمتدت عبر مئات الأميال .. مما ساهم في حجب الإشعاع الشمسي كلياً أو جزئياً عبر انعكاسها إلى الفضاء الخارجي مؤدياً إلى تبريد الأرض والغلاف الجوي السفلي .. كما أثر هذا الانفجار على طبقة الأوزون Ozone Layer واستمر تأثيره لعدة سنوات.
    بلغت المقذوفات البركانية ارتفاعاً خيالياً 35كم في عنان السماء ( أعلى من أطول برج في العالم برج دبي بـ 60 مرة ) فقلبت النهار إلى ليل .. فلا إله إلا الله والله أكبر .. يُذكر أن هذه السحابة الملوثة غطت مساحات شاسعة من العالم امتدت إلى المحيط الهندي حيث تم متابعتها عبر الأقمار الصناعية ويشار أن آثار هذا الإنفجار العظيم من بركان واحد استمر فقط 9 ساعات .. وآثاره طوقت الكرة الأرضية لمدة ثلاثة أسابيع عبر سحابة في طبقة الستراتوسفير مما تسبب في انخفاض متوسط درجات الحرارة العالمية 0.5ْم من عام 91 - 1993 م.

    [ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْف ]

    مشهد مخيف من النسف الدنيوي لجبل واحد ! .. فكيف بنسف الآخرة لكل الجبال ؟

    السحب البركانية العظيمة بُعيد النسف والانفجار بدأت في إسقاط حمولتها رماداً وطيناً لعدة أيام حتى ناءت سُقف المنازل بحمولتها فانهارت .. وبعضها طمر في مشهد من مشاهد آيات الله في الأرض يقف الإنسان عندها مرعوباً مذعوراً [ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ] .. وتجدر الإشارة إلى أن الأمطار تسقط في محيط بركان بيناتوبو بمعدل 2000 ملم سنوياً ( الرياض فقط 100 ملم سنوياً ) بينما بعد الانفجار الهائل ازدادت الأمطار لتصل 4000 ملم خلال سنة ( ما يعادل أمطار الرياض خلال 40 سنة ).


    آثار البركان غير المباشرة عبر أمطار الطين والرماد


    صورة القمر الصناعي توضح سحابة ثاني أكسيد الكبريت والغبار والرماد البركاني باللون الأحمر والأصفر
    بين 14 يونيو و 26 يوليو عام 1991م حوالي 45 يوماً بعد الانفجار
    ويُذكر أن هذه السحابة ساهمت في تبريد الكرة الأرضية آنذاك

    [ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّ ]

    أذن الجبار سبحانه وتعالى أن يصبح جبل بيناتوبو كالعهن المنفوش بعد دكه ونسفه في الدنيا
    فكيف في الآخرة عندما تدك وتنسف كل الجبال ؟
    [ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ]

    ومثال آخر يؤكد العلاقة بين الانفجارات البركانية العظيمة وتغير المناخ المحدود زمنياً ما وجده علماء الطبيعة ونقلته وكالة الفضاء الأمريكية NASA أن انفجار بركان كاتمي Katmai في الآسكا في 6 يونيو 1912م تسبب في انخفاض درجة حرارة النصف الشمالي للأرض خلال فصل الصيف كما ضعفت الرياح الموسمية في أسيا وأحدثت بعض التغييرات المناخية هنا وهناك .. هذا من جهة ومن جهة أخرى ذكرت التقارير العلمية 2 أن من ابرد السنوات خلال القرنين الماضيين السنة التي تلت انفجار بركان تامبورا Tambora volcanic عام 1815م والتي ساهمت في تبريد كوكب الأرض آنذاك .. هذه أمثلة قليلة لشواهد كثيرة .. ويكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
    وفي الختام دفعني حدث بركان بيناتوبو وغيره إلى ترشيح هذه الفرضية ضمن بضع فرضيات قد تعود الجزيرة العربية مروجاً وأنهاراً بصدق إحداها والله أعلم .. ويبقى ما سطرته وكتبته مجرد فرضية ونظرية قابلة للصواب وفي الوقت نفسه للخطأ أيضاً .. فلا تثريب على الكاتب ولا القارئ .. وإلى الحلقة الخامسة لنتحدث عن الفرضية الثانية بمشيئة رب السماوات العالية

    التعليق


    • #3
      لا اله الا الله محمد رسول الله

      موظوعك جدا جميل اخوي علي

      اسال الله ان لا يحرمك الاجر

      التعليق

      KJA_adsense_ad6

      Collapse
      جاري التنفيذ...
      X