سعدتُ وأنا أقرأ في جريدة (المدينة) ما صرّح به عضو مجلس الشورى رئيس الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى سليمان عواض الزايدي الذي قال: (إن غالبية أعضاء مجلس الشورى قرروا خلال عدة اجتماعات أن ممارسة الفتيات للرياضة ضمن مفهوم التربية العامة يعد ضرورياً جداً لسلامة الجسم من الأمراض ومن أبرزها الترهل، السمنة، الضعف، والخمول وفقاً لتأكيدات الأطباء. وحذّر من أن إهمال هذا الجانب سيزيد المسؤولية الاجتماعية وسيكرس الأمراض وسنواجه في المستقبل ما نعجز عن القيام به وهو المعالجات الطبية لسلبيات الأمراض التي تنجم عن عدم الاهتمام بالرياضة).
وهذه بُشرى خير؛ تحمل الكثير من المؤشرات التي تؤكِّد أن حقبة التشدد في طريقها للانحسار. وغني عن القول إن المتشددين على اختلاف مشاربهم سيقفون من هذا القرار موقف الرافض والمندِّد تماماً مثلما وقف أسلافهم ضد تعليم المرأة، وسيرددون نفس العبارات، وسيلوون أعناق الأدلة لتوافق أهوائهم، وتشددهم، ومصادرتهم لحقوق المرأة. المهم أن نستفيد من تجاربنا الماضية مع أسلاف هؤلاء، ولا نخضع للابتزاز؛ فالعزم والحزم في مواجهة هؤلاء أجدها أفضل الطرق لمواكبة متطلبات التنمية الاجتماعية.
ولا يمكن أن يقنعني أحد أن ديننا الحنيف ضد أن تمارس المرأة الرياضة إذا تسترت واحتشمت، فكيف إذا كانت في بيئة نسائية تماماً كما هو الأمر لدينا في مدارس البنات؛ غير أن المتزمتين - كما يبدو - لا يكفيهم إلا أن تتوقف مسيرة التنمية الاجتماعية، ونخرج كدولة خارج سياق العصر.
نظرة هؤلاء المتزمتين للمرأة تذكرني في تخلفها بممارسات بعض القبائل الصينية البائدة - سبق وأن كتبت عنها - التي تقصرُ وظيفة المرأة الاجتماعية على إمتاع الرجل في الفراش ليس إلا، وهم لهذا السبب لم يروا في نمو قدميها ما يتلاءم مع مهامها لديهم، لأن (الحركة) لا توائم هذه المهام، فكانوا يربطون قدمي الصبية الصغيرة اليافعة حتى يتوقف نمو القدمين. يقول سلامة موسى في كتابه (غاندي والحركة الهندية): (هذه الأربطة كانت تشد حول القدم فتقف حركة القدم، فتتألم الصبية، وقد تقضي الليل كله وهي لا تنام من فرط الألم. فإذا ما بلغت العشرين، فرح بها أبواها، وتباهى كلاهما بأن قدم ابنتهما لا تزيد على قدم الطفل. وهي عندما تتزوج يُذكر صغر قدميها بين محاسنها، مع أنها لا تستطيع أن تنهض من فراشها ولا تنتقل من مكان إلى مكان آخر إلا وهي محمولة).
هؤلاء الذين يُعارضون التربية البدنية في مدارس البنات هم في رأيي نسخة تكاد تكون متطابقة في المفاهيم مع هذه القبائل الصينية البدائية في النظرة إلى المرأة؛ فلماذا تعمل؟ ومتى كان لها حقوق؟، ولماذا تنمو عضلات قدميها وتتحرك؟، وأخيراً (لا) لممارستها للرياضة، ودعها تترهل وتتضخم وتغزوها الأمراض والعلل؛ المهم أن تبقى (بوتقة) يصبُّ فيها الرجل شهواته كالإماء تماماً، ولو كان لهؤلاء المتزمتين رأي في القضية، لقُطعت قدماها (سداً لباب الذرائع)، ومُنعت من الحركة كما كانت القبائل الصينية البدائية تفعل مع نسائها.
ويبدو أن مجلس الشورى بهذه القرارات الجريئة والحاسمة بدأ فعلياً في ممارسة دوره التاريخي المرجو منه؛ المهم (الصّملة)!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ / الجزيرة السعودية
وهذه بُشرى خير؛ تحمل الكثير من المؤشرات التي تؤكِّد أن حقبة التشدد في طريقها للانحسار. وغني عن القول إن المتشددين على اختلاف مشاربهم سيقفون من هذا القرار موقف الرافض والمندِّد تماماً مثلما وقف أسلافهم ضد تعليم المرأة، وسيرددون نفس العبارات، وسيلوون أعناق الأدلة لتوافق أهوائهم، وتشددهم، ومصادرتهم لحقوق المرأة. المهم أن نستفيد من تجاربنا الماضية مع أسلاف هؤلاء، ولا نخضع للابتزاز؛ فالعزم والحزم في مواجهة هؤلاء أجدها أفضل الطرق لمواكبة متطلبات التنمية الاجتماعية.
ولا يمكن أن يقنعني أحد أن ديننا الحنيف ضد أن تمارس المرأة الرياضة إذا تسترت واحتشمت، فكيف إذا كانت في بيئة نسائية تماماً كما هو الأمر لدينا في مدارس البنات؛ غير أن المتزمتين - كما يبدو - لا يكفيهم إلا أن تتوقف مسيرة التنمية الاجتماعية، ونخرج كدولة خارج سياق العصر.
نظرة هؤلاء المتزمتين للمرأة تذكرني في تخلفها بممارسات بعض القبائل الصينية البائدة - سبق وأن كتبت عنها - التي تقصرُ وظيفة المرأة الاجتماعية على إمتاع الرجل في الفراش ليس إلا، وهم لهذا السبب لم يروا في نمو قدميها ما يتلاءم مع مهامها لديهم، لأن (الحركة) لا توائم هذه المهام، فكانوا يربطون قدمي الصبية الصغيرة اليافعة حتى يتوقف نمو القدمين. يقول سلامة موسى في كتابه (غاندي والحركة الهندية): (هذه الأربطة كانت تشد حول القدم فتقف حركة القدم، فتتألم الصبية، وقد تقضي الليل كله وهي لا تنام من فرط الألم. فإذا ما بلغت العشرين، فرح بها أبواها، وتباهى كلاهما بأن قدم ابنتهما لا تزيد على قدم الطفل. وهي عندما تتزوج يُذكر صغر قدميها بين محاسنها، مع أنها لا تستطيع أن تنهض من فراشها ولا تنتقل من مكان إلى مكان آخر إلا وهي محمولة).
هؤلاء الذين يُعارضون التربية البدنية في مدارس البنات هم في رأيي نسخة تكاد تكون متطابقة في المفاهيم مع هذه القبائل الصينية البدائية في النظرة إلى المرأة؛ فلماذا تعمل؟ ومتى كان لها حقوق؟، ولماذا تنمو عضلات قدميها وتتحرك؟، وأخيراً (لا) لممارستها للرياضة، ودعها تترهل وتتضخم وتغزوها الأمراض والعلل؛ المهم أن تبقى (بوتقة) يصبُّ فيها الرجل شهواته كالإماء تماماً، ولو كان لهؤلاء المتزمتين رأي في القضية، لقُطعت قدماها (سداً لباب الذرائع)، ومُنعت من الحركة كما كانت القبائل الصينية البدائية تفعل مع نسائها.
ويبدو أن مجلس الشورى بهذه القرارات الجريئة والحاسمة بدأ فعلياً في ممارسة دوره التاريخي المرجو منه؛ المهم (الصّملة)!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ / الجزيرة السعودية
التعليق