alardha blog bannar

Collapse

إعلان

Collapse
لا يوجد إعلانات حتى الآن.

KJA_adsense_ad5

Collapse

شجاعة اللغة العربية

Collapse
X
 
  • فرز
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • شجاعة اللغة العربية


    شجاعة اللغة العـربية
    جُبران بن سلمان سحّاري
    عـرفت العـربيةُ أساليب متنوعةً للتعـبير تدل على شجاعتها وذلك
    كإطلاق المفرد وإرادة الجمع به، كما يقول الشاعـر:

    * إن العـواذل لسن لي بأميرِ* أي: أُمراء .
    وعـكسه: وهو إطلاق الجمع وإرادة المفرد وذلك كقوله تعالى: [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله] قال المفسرون: المراد بالناس هنا: النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
    وكذلك قوله تعالى: [الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم] فإن المراد بالناس الأولى رجل واحد هو: نعيم بن مسعود الأشجعي والناس الثانية عكسها: أبو سفيان وأصحابه .

    وهذا ما يسميه الأصوليون: (ذكر العام وإرادة الخاص) .
    وإطلاق السبب عـلى المسبب، كقول الشاعـر:
    ذر الآكلين الماء ظُلماً فما أرى ينالون خيراً بعـد أكلهم الماءَ
    يريد قوماً كانوا يبيعـون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلونه، فاكتفى بذكر الماء الذي هو سبب المأكول من ذكر المأكول وكما تقول:عـندي بردٌ أي: مرضٌ بسبب البرد .
    ويقول الله: [ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل]
    أي: ثمراتُ أموالكم .
    [وتأكلون التراث أكلاً لماً] ومن تلك الأساليب ما يُعـرف بالقلب وهو تقديم ما يوضحه التأخير، وتأخير ما يوضحه التقديم، كقوله تعـالى: [ فلا تحسبنَّ الله مخلف وعده رسله] أي: مخلف رسله وعده ، ومنها الالتفات: أن يخاطب الشاهد بشيءٍ ثم يجعـل الخطاب له عـلى لفظ الغـائب كقوله تعـالى: [ حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عـاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أُحيط بهم] وغـيرها من أساليب العـرب كثيرٌ يوفق إليها الأديبُ ـ شاعـراً أو ناثراً ـ أو لا يوفق، ولكن هيهات أن ترد عـليها اعـتراضاتٌ في القرآن العـظيم ، ذلك أن هذه الأساليب في القرآن ليست تطبيقاً لقاعـدةٍ جافةٍ ، فالآيةُ السالفةُ من سورة يونسَ تدلنا عـلى بعـض الأدب القرآني في مخاطبة الناس، فهؤلاء الناس في الآية ليسوا مشركين، وإنما هم أناسٌ تغـلب عـليهم الغـفلةُ عن ذكر الله، فلا بد لهم من حادثةٍ تعـيد إليهم صوابهم وتذكرهم بقدرة الله، فاقتضت حكمةُ الله ـ ودينُه الغـالب عـليه التبشير لا النذيرـ أن يوجه إليهم خطاباً فيه تخويفٌ ، ولهذا كان التوجيهُ الإلهي صداه ـ فيما نرى ـ في نفوسهم فلم يركبوا رؤوسهم وإنما [دعـوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننَّ من الشاكرين] وفي الآية الكريمة [ وما آتيتُم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عـند الله وما آتيتُم من زكاةٍ تريدون وجه الله فأولئك هم المضعـفون] نرى أن الخطاب تحول من ضمير المخاطب إلى ضمير الغـائب ، وهو موجّهٌ إلى الذين يعـطون مالهم ليزيد في أموال الناس عـلى طريقة التسليف بفائدة وكأنه يقول لهم: اقتدوا بهؤلاء الذين يضاعـف الله أموالهم أضعافاً مضاعـفة .
    وكذلك الشأن في الآية الكريمة [واعـلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعـكم في كثيرٍ من الأمر لعـنتُّم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعـصيان أولئك هم الراشدون]
    . ولعل من أظهر وجوه الإعجاز في القرآن الإيجاز في كثيرٍ من الآيات . والإيجاز قد يكون:
    1) بحذف كلمةٍ أو جملة . 2) أو تضمين الألفاظ القليلة معاني كثيرة بدون حذف ويسمى " إيجاز القصر" .
    فهذه هي اللغة العربية بجمالها وإيجازها وشجاعتها وقدرتها على التنوع في التعـبير ولذلك أنا أنصح كل من يقرأ مقالي هذا أن يحرص على التحدثِ بها ولا يفارقها قيد أنملة، وليكن حديثه بها حتى مع أهله وذويه وخاصته، وفي كل مكان ومع كل الناس فإن هذه هي الوسيلة الباقية لإحياء هذه اللغة أعني (التطبيق العملي) وعليه فلابد من نبذ هذه اللهجات العامية نبذ الحذاء المرقع؛ فإن أثرها على اللغة كبير وخطير والله الموفق .


  • #2
    فهذه هي اللغة العربية بجمالها وإيجازها وشجاعتها وقدرتها على التنوع في التعـبير ابدعت احسنت فيما قلت ولك تقديري

    التعليق


    • #3
      أشكر مرورك يا أستاذ حريصي وأقول: إذا عرف الناس أهمية اللغة العربية وقدرها وفضلها فيا ترى لماذا يعدلون عنها إلى بعض اللغات التي لا تمت لها بصلة والله المستعان لكم تحياتي .

      التعليق


      • #4
        يكفينا فخراً أن اللغة العربية هي اللغة القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه إلى قيام الساعة .

        التعليق


        • #5
          أحسنت قولا وأهديت طولا والله إن الله حافظ هذه اللغة بحفظ كتابه والحمد لله .

          التعليق


          • #6
            أحسنت يا أستاذ جبران
            رعاك الله .

            التعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عاصم مشاهدة مشاركة
              أحسنت يا أستاذ جبران
              رعاك الله .
              وإياك رعى أبا عبد الله شكراً مجددا .

              التعليق


              • #8
                جبران سحاري ،
                تقبل شكري لك ،
                و إعجابي بما تقدم ،
                و حبي لك و للغة العربية .

                التعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نايف سحاري مشاهدة مشاركة
                  جبران سحاري ،
                  تقبل شكري لك ،
                  و إعجابي بما تقدم ،
                  و حبي لك و للغة العربية .
                  حي هلا بك احتفاء بحضورك في صفحة تهمك شكراً مجددا .

                  التعليق


                  • #10
                    الحمد لله على ان جعلنا نتحدث العربيه وقبل جعلنا مسلمين ...مشكور على موضوعك الطيب
                    *** وحاب اخبركم بأن امريكا طلب رسمي من وزارة الخارجيه في الاسبوع المنصرم عدد من مدرسي اللغه العربيه لتدريس شعبها في امريكا وهذا شرف لنا وللغتنا الحبيبه
                    :7_6_8[1]:

                    التعليق


                    • #11
                      شكراً يا فارس الزمان .
                      ولكن: نحن خائفون من إهمال الأجيال المتلاحقة للعربية لغة القرآن، وفي المقابل: عناية أعداء الإسلام بها !!!
                      وهذا هو العجب .

                      التعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري

                        ومنها الالتفات: أن يخاطب الشاهد بشيءٍ ثم يجعـل الخطاب له عـلى لفظ الغـائب كقوله تعـالى: [ حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريحٍ طيبةٍ وفرحوا بها جاءتها ريحٌ عـاصفٌ وجاءهم الموج من كل مكانٍ وظنوا أنهم أُحيط بهم] ...

                        وفي الآية الكريمة [ وما آتيتُم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عـند الله وما آتيتُم من زكاةٍ تريدون وجه الله فأولئك هم المضعـفون]
                        نرى أن الخطاب تحول من ضمير المخاطب إلى ضمير الغـائب ، وهو موجّهٌ إلى الذين يعـطون مالهم ليزيد في أموال الناس عـلى طريقة التسليف بفائدة وكأنه يقول لهم: اقتدوا بهؤلاء الذين يضاعـف الله أموالهم أضعافاً مضاعـفة ...


                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        حقيقة الموضوع مهم ، والقضية حساسة للغاية ، والأخ جبران سحاري قد أحسن في الطرح
                        فله جزيل الشكر

                        تعقيبا على قضية ( الإلتفات ) التي أوردها الأخ جبران في موضوعه
                        فقد تعرض لقضية الإلتفات وحصر الإلتفات في أن يكون عن طريق الإلتفات من الخطاب إلى لفظ الغائب
                        والصحيح أن الإلتفات يكون في ( التكلم والخطاب والغيبة ) مطلقا ، يُنقَل كل واحد منها إلى الآخر - كما جاء عند السكاكي -
                        والمشهور عند الجمهور أن الإلتفات هو التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة - التكلم والخطاب والغيبة - بعد التعبير عنه بطريق آخر منها

                        الإلتفات من التكلم إلى الخطاب
                        (( ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ))

                        الإلتفات من الخطاب إلى التكلم
                        - طحا بك قلب في الحسان طروب ***** بُعيد الشباب عصر حان مشيب
                        يكلفني ليلى وقد شظ وليها ***** وعادت عوادٍ بيننا وخطوب


                        الإلتفات من التكلم إلى الغيبة
                        (( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ))

                        الإلتفات من الغيبة إلى التكلم
                        (( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه ))


                        الإلتفات من الخطاب إلى الغيبة
                        (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ))

                        الإلتفات من الغيبة إلى الخطاب
                        (( مالك يوم الدين ، إياك نعبد ))


                        هذا وإن اللغة العربية لتحمل في طياتها أسرارا بديعة ، تُدهش من يتدبرها

                        وقد أجاد الشاعر حافظ إبراهيم حينما كتب قصيدته على لسان اللغة العربية والتي يقول فيها :

                        أنا البحر في أحشائه الدر كامن ***** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

                        وما كان القرآن الكريم معجزة إلا لما فيه من البلاغة التي عجز أربابها على مجاراة القرآن الكريم


                        - والله أعلى وأعلم -

                        تقبل مروري

                        التعليق


                        • #13
                          وفقك الله يا [مارد] .
                          والالتفات الذي أشرتَ إليه هو مذهب السكاكي في كتابه المشهور (مفتاح العلوم) والمقال يتناول مذهب الجمهور وما خالف فيه السكاكي الجمهور يذكر للاعتبار وليس عمدة، وأنا لم أحصر وإنما اكتفيت بذكر مذهب الجمهور لأنه المشهور، ودمت بالخير موفوراً .

                          التعليق


                          • #14
                            إطلاق الجمع وإرادة المفرد وذلك كقوله تعالى: [أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله] قال المفسرون: المراد بالناس هنا: النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
                            وكذلك قوله تعالى: [الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم] فإن المراد بالناس الأولى رجل واحد هو: نعيم بن مسعود الأشجعي والناس الثانية عكسها: أبو سفيان وأصحابه .
                            وهذا ما يسميه الأصوليون: (ذكر العام وإرادة الخاص) .

                            رائع جداً ماقرأتُ من إيضاح ٍ هنا .
                            أعجبني كثيراً ، كثيراً .
                            شكراً على ما أفدتنا به .
                            [ خافضةٌ رافعة ]

                            التعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة جبران سحاري مشاهدة مشاركة
                              وفقك الله يا [مارد] .
                              والالتفات الذي أشرتَ إليه هو مذهب السكاكي في كتابه المشهور (مفتاح العلوم) والمقال يتناول مذهب الجمهور وما خالف فيه السكاكي الجمهور يذكر للاعتبار وليس عمدة، وأنا لم أحصر وإنما اكتفيت بذكر مذهب الجمهور لأنه المشهور، ودمت بالخير موفوراً .
                              بورك فيك

                              ودمت لنا معلما

                              تقبل مروري

                              التعليق

                              KJA_adsense_ad6

                              Collapse
                              جاري التنفيذ...
                              X